تواصل شركة توتال الفرنسية المستثمرة في مجال زيوت السيارات بالجزائر، سيطرتها على السوق الوطنية مستغلة ندرة الزيوت المحلية، وتبين أن الشركة تبيع منتجاتها بسعر يفوق بأربعة أضعاف السعر الحقيقي المطروح في السوق، وكشفت مصادر أكيدة أن توتال تشتري الزيت الخام الجزائري وتعيد تصنيعه بإضافات أخرى بنسبة 8 بالمائة فقط. تستغل الشركة الفرنسية توتال نقص مادة زيوت المحركات في السوق الجزائرية استغلالا موحشا، ما خلق عدم استقرار أسعار هذه المادة، وتبين من خلال معلومات مؤكدة، أن الشركة تشتري المادة الخام من شركة نفتاك الجزائرية، ثم تحولها إلى زيوت للمحركات، حيث تضيف لها مكونات أخرى بنسبة 8 بالمائة، وبعدها تدخله للسوق ليباع بضعف السعر الذي اشترته من الشركة الجزائرية، وتشير أسعار السوق في الجزائر، أن شركة توتال تسيطر على نسبة تفوق 70 بالمائة من زيوت المحركات، فسعر المنتجات الجزائرية لفرع نفطال بالنسبة للنوعية المخصصة لمحركات البنزين نجد أن صفيحة زيت بسعة “2 لتر” تصل حاليا إلى حوالي 700 دج، وسعر خمس لترات لزيت “شيفا مرجع ال 40” المخصصة لمحركات المازوت، فتباع حاليا ب 1700 دج، أما زيوت شركة توتال الفرنسية فتباع بضعف الأسعار المحلية، فصفيحة الزيت من مرجع 15 W/ 40 لمحرك ديازال والبنزين فتباع خمس لترات منها ب 2400 دج، ومرجع “تيربو ديازال” فخمس لترات تباع حاليا ب 3200 دج، ونفس السعر تباع به منتجات فرع “أولف” التابع لشركة توتال الأم، هذا في وقت تعرف فيه السوق الجزائرية نقصا فادحا في مادة الزيوت، وهذا الأمر مكن الشركة الفرنسية من السيطرة على السوق وتحكيم منطقها في الأسعار، وحتى منتجات الشركة البريطانية “بي بي” من نوع “فيسكو 300/ 10/ W 40” فهي الأخرى تباع بأسعار مرتفعة، غير أنها غير متوفرة في السوق الجزائرية بكثرة. هذا وتبقى شركة نفتاك المنتجة لمادة زيوت المحركات تحاول تدارك النقص المسجل، هذا في وقت لا تزال مصفاة الجزائر خارج الخدمة، وعدم قدرة مصفاة أرزيو على تغطية النقص، ما فتح المجال للشركة الفرنسية توتال التي وضعت الجزائريين تحت رحمتها، في ظل تفاقم ظاهرة تهريب الزيوت الجزائرية عبر الحدود التونسية والليبية من جهة، وتوقف الخواص عن عمليات الإسترجاع وإعادة التصفية التي كانوا يقومون بها في ليبيا، حيث توقفت العملية منذ اندلاع الحرب في ليبيا.