فاز حزب العدالة والتنمية المحسوب على الإخوان المسلمين بالانتخابات التشريعية في المغرب، بعد أن حصد 80 مقعدا في البرلمان الجديد وذلك أياما فقط بعد فوز حركة النهضة في تونس في انتخابات المجلس التأسيسي في تونس، وكذا سيطرة تيار الإخوان على الحياة السياسية في ليبيا بعد سقوط نظام القذافي بشكل يؤكد أن الجزائر التي تتوسط هذه الدول المغاربية أضحت محاصرة بما يشبه “هلال إخواني” تباركه الدول الغربية وفي مقدمتها فرنسا التي لها نفوذ قوي بالمنطقة. وأعلنت الحكومة المغربية أمس فوز حزب العدالة والتنمية الإخواني والمقرب أيضا من القصر الملكي العلوي، في أول انتخابات برلمانية بعد التعديل الدستوري الأخير، وقال وزير الداخلية طيب شرقاوي في مؤتمر صحافي إن الحزب حصل على 80 مقعدا من مقاعد البرلمان ال395، وهو أكبر عدد من المقاعد التي يحصل عليها أي حزب في الانتخابات التي جرت الجمعة، بحسب نتائج اولية. وأشادت فرنسا بحسن سير أول انتخابات تشريعية في المغرب منذ تعديل الدستور، وجددت التعبير عن دعمها للمملكة البلد الصديق دون التعليق على الفوز الذي حققه الاسلاميون. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في بيان “جرت الحملة في إطار احترام القواعد الديمقراطية عبر السماح بالعديد من الحوارات خصوصا في وسائل الإعلام المسموعة والمرئية بمشاركة مجمل الأحزاب السياسية”. وأضاف أن فرنسا تشيد بالعملية الطموحة للإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي بداها الملك محمد السادس، وهي تقف بشكل طبيعي إلى جانب المغرب البلد الصديق والحليف الوفي لمواكبته في إصلاحاته، وتعرب عن الأمل في أن يواكب تشكيل الحكومة الجديدة في إطار الدستور الجديد، تقدم جديد ونجاحات جديدة. وكانت باريس التي تملك نفوذا قويا في المنطقة المغاربية قد باركت في وقت سابق فوز حركة النهضة الإسلامية بانتخابات المجلس التأسيسي التونسي، وهي تستعد حاليا لتشكيل أول حكومة بعد انهيار نظام بن علي في ثورة الياسمين. وفي الجارة الجنوبية أصبح تيار الإخوان المسلمين أقوى تيار سياسي في الساحة الليبية بعد إسقاط نظام القذافي من قبل قوى غربية في مقدمتها فرنسا التي يبدو أنها تعيد ترتيب أوراقها في المنطقة بمسايرة تحركات الشارع المغاربي. وبعد فوز حركة إخوانية في انتخابات البرلمان المغربي الجديد تكون الساحة المغاربية قد عرفت تشكل “هلال إخواني” يضم النهضة والعدالة والتنمية وإخوان ليبيا حول الجزائر، رغم أن الأخيرة كانت السباقة لإدماج تيار الإخوان المسلمين الممثل في حركة حمس داخل الحكومة والتحالف الرئاسي منذ سنوات.