تعيش الأقطاب الجديدة التي تم تدشينها مؤخرا بجامعة غرداية منذ أمس حالة من الغليان والسخط الشديدين في صفوف الطلبة الذين دخلوا في إضراب مفتوح معلنين مقاطعتهم التامة لإمتحانات السداسي الأول المقرر إنطلاقها أمس في ورشات غير مكتملة وظروف غير مواتية ولا تساعد على التحصيل العلمي الجيد. رفض حوالي 6 ألاف طالب يزاولون دراستهم بالقطب الجامعي الجديد الذي تم استلامه أسبوعا قبل انطلاق امتحانات السداسي الأول وسط ورشات غير مكتملة تفتقد للأمن، فضلا عن غياب كل الظروف المساعدة على إجراء الامتحانات بها، الأمر لذي دفع بالإتحاد الوطني للطلبة الجزائريين فرع غرداية للدخول في إضراب مفتوح إلى غاية استجابة السلطات العليا لمطالبهم المرفوعة، بعدما شلوا الجامعة في إحتجاج صاحب يوم أمس. واعتبر الطلبة، حسب البيان الصادر عنهم أمس، تحصلت "السلام" على نسخه منه، والمزاولون دراستهم في كليات الحقوق والعلوم السياسية، كلية الآداب واللغات، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، أن عدة أسباب دفعت بهم للدخول في إضراب ومقاطعة الامتحانات المقررة يوم أمس، أهمها الحالة الكارثية التي يشهدها القطب الجديد والذي استلم دون استكمال الأشغال به، مما نتج عنه معاناة للطلبة الذين كما جاء في تصريح البعض منهم "أصبحنا ندرس في اسطبل"، واصفين الوضع الحالي للأقطاب الجديدة بالمزري، حيث يفتقد لكل الظروف المساعدة على الدراسة. كما أثار انعدام الأمن بالأقطاب الجديدة 3 و4 بجامعة غرداية غضب الطلبة الذين سجلوا دخول غرباء إلى الحرم الجامعي متسببين في مضايقة الطالبات ووصل الحد إلى التحرش بهن ما نتج عنه دخول بعض الطالبات في شجار معهم في ظل غياب سور يحيط الكليات التي – يضيف البيان- أصبح يدخل إليها كل من هب ودب وما زاد من تدهور الوضع نقص أعوان الأمن داخل الحرم الجامعي. هذا ويعد مشكل نقص النقل الجامعي من النقاط التي دفعت الطلبة لمقاطعة الامتحانات، حيث يجد الطلبة صعوبات في التنقل بين فروع الجامعة وكلياتها وبين الجامعة ومقر المدينة الذي يبعد عنهم بحوالي 20 كلم، في ظروف جد صعبة. في السياق ذاته أبرز المصدر ذاته أن قاعات التمدرس تفتقد للتدفئة ما ضاعف من معاناة الطلبة الذين يشعرون بالبرد الشديد في هذا الفصل داخل قاعات وصفوها ب "الثلاجات"، إلى جانب غياب لوحات التوجيه التي تسهل تنقلات الطلبة بين مختلف الفروع التابعة للأقطاب الجديدة، حيث يجد الطالب على سبيل المثال صعوبة في معرفة مكاتب الإدارة فضلا عن الغياب التام للوح الإعلانات التي تنشر عليها رزنامة الامتحانات والقاعات التي تجري فيها الامتحانات ما أدخل الطلبة في رحلة البحث عنها من قسم لآخر. الجدير بالذكر أن أعضاء الإتحاد العام للطلبة الجزائريين اجتمعوا مع الجهات الوصيّة أمس بعد صلاة الظهر من أجل النظر في قائمة المطالب المرفوعة لكل من الوزير الأول ووزير التعليم العالي والبحث العلمي والديوان الوطني للخدمات الجامعية ووالي ولاية غرداية ومدير جامعة غرداية.