تحولت الأمطار المتهاطلة خلال الأيام الأخيرة بمعظم ولايات الوطن من نعمة إلى نقمة بالنسبة للمئات من العائلات القاطنة بأحياء بلدية خميس الخشنة شرق العاصمة، حيث حاصرت مياه الأمطار أحياء بكاملها ووجد قاطنوها صعوبة في الخروج لقضاء أشغالهم صبيحة أول أمس، محمّلين السلطات المحلية كامل المسؤولية والتي همشت جانب التهيئة بعديد الأحياء التابعة لها رغم توفرها على الأغلفة المالية الكافية لذلك. تفاجأ صبيحة أول أمس، سكان عدة أحياء تابعة لخميس الخشنة بمحاصرة الأمطار لسكناتهم، الأمر الذي منعهم من الخروج إلى العمل أو الدراسة وقضاء حاجيات أخرى، معبرين عن استيائهم الشديد من الوضعية التي آلت إليها عديد الأحياء على غرار أحياء الشباشب الواقع في الحدود بين بلديتي الرويبة وخميس الخشنة و200 مسكن و600 مسكن... والقائمة طويلة، وهي الوضعية التي أثارت غضب السكان الذين يهددون بالخروج للشارع والاحتجاج على تهميش المسؤولين المحليين لجانب التهيئة. حي الشباشب يغرق في الأوحال رغم الكثافة السكانية المعتبرة لحي الشباشب المرشح لأن يكون ملحقة بلدية، إلا أن التهيئة شبه منعدمة به، والغريب في الأمر أنه حتى الطريق الرئيسي الذي يعبر الحي باتجاه مدينة الرويبة لم يستفد من التهيئة، حيث تهاطل الأمطار الأولى منذ ثلاثة أيام جعلته يغرق في الأوحال والمستنقعات التي وجد المواطنون صعوبة في اجتيازها، وحتى أصحاب المركبات عبّروا عن استيائهم للوضع الذي آلت إليه. وفي هذا السياق عبّر أحد سائقي الحافلات عن تذمره لحالة الطريق التي تسببت في عرقلة حركة السير خاصة بالنسبة للحافلات إلى جانب الأعطاب الميكانيكية التي حدثت بمركباتهم نتيجة الحفر المتواجدة على مستوى الطريق المصنف على أنه ولائي ورغم هذا لم يستفد من إعادة التعبيد. وأضاف مستعلمو الطريق وسكان الشباشب خاصة، أن انعدام البالوعات بالطريق وباقي الأحياء بالمنطقة ساهم في تجمع كميات هائلة من مياه الأمطار التي تسببت في توقف حركة السير على مستوى بعض المسالك الثانوية. سكان الشباشب عبّروا عن تذمرهم من الحالة التي يشهدها حيهم كلما تتهاطل الأمطار، مشيرين إلى أن أبناءهم المتمدرسين هم الضحية الأولى إذ يعانون في تنقلاتهم اليومية وسط مستنقعات من المياه، وكثيرا ما يقع بداخلها التلاميذ الذين يضطرون للعودة إلى منازلهم بعد تلطخ ملابسهم، وهو ما وقفنا عليه أول أمس، حيث وقع تلميذ داخل حفرة مملوءة بالمياه بعدما تجنب إحدى الحافلات التي كادت أن تصدمه وتلطخت ثيابه بالأوحال مما اضطر به الأمر العودة إلى المنزل. حي 200 مسكن.. ارتفاع كبير لمنسوب المياه سجل صبيحة أول أمس، ارتفاع منسوب المياه المتجمعة بحي 200 مسكن، وهو الأمر الذي تضرر منه عديد السيارات التي كانت مركونة بالحي، ووجد أصحابها صعوبة كبيرة في إخراجها من المكان، الأمر الذي استدعى تدخل الجهات المختصة التي قامت بإحضار أجهزة خاصة لامتصاص الكميات الهائلة من المياه المتجمعة. وهي الوضعية التي أثارت سخط السكان الذين أكدوا أنها تتكرر كل موسم شتاء، ورغم الوعود التي تلقوها من قبل السلطات المحلية بخصوص إنهاء المشكل، إلا أن الوضع ما يزال على حاله، وما زاد من استياء القاطنين بالحي، أن هذا الأخير استفاد من أشغال التهيئة منذ حوالي ثلاثة أشهر لكن –يقول ممثل عن السكان- دون إعادة تصريح البالوعات وإنجاز أخرى بالنظر إلى عددها القليل مقارنة بمساحة الحي الذي يقع بمحاذاة واد يؤدي مباشرة إلى وادي الحميز.
هذا وقد حاصرت مياه الأمطار المتهاطلة خلال الأيام الأخيرة عديد الأحياء بخميس الخشنة بسبب غياب التهيئة بها، وعدم تصريح البالوعات وهو الوضع الذي شهده حيّا اللوز والهضاب بالمنطقة.