ميزت عملية ترحيل سكان الشاليهات والبيوت الهشة التي انطلقت أمس ببلدية قورصو في بومرداس الفوضى العارمة التي وصلت إلى حد نشوب شجارات بين المواطنين المقصين من الترحيل والذين لجأوا إلى قطع الطريق المحاذي لمقر البلدية وسط حالة غليان كبيرة، مستفسرين عن مصيرهم وأسباب إقصائهم من العملية. باشرت مصالح ولاية بومرداس أمس عملية إزالة الشاليهات بداية من بلدية قورصو، حيث ضمت القائمة 252 عائلة معنية بالترحيل تمس سكان الشاليهات والسكن الهش فيما تم إقصاء عائلات من حي بومعروف بنفس البلدية الذي استفادت 18 عائلة تقطن به من الترحيل فيما أقصي العدد الأكبر من قاطنيه، الأمر الذي أثار ضجة كبيرة وسط المقصين الذين احتجوا على حرمانهم من سكن لائق، مؤكدين أحقيتهم في ذلك، خاصة – حسبهم – يقيمون منذ سنوات بالشاليهات ولم يستفيدوا من قبل من أي دعم آخر. المقصون من الترحيل أكدوا أنهم تفاجأوا بإقصائهم من قوائم المرحلين، مما أثار استياءهم الكبير ودخلوا في مناوشات مع السلطات البلدية لقورصو ودائرة بومرداس، إلا أن هذه الأخيرة طالبتهم بتقديم الطعون ليشرع في دراستها من قبل لجان مختصة على مستوى الدائرة، وهو الأمر الذي لم يتقبله المحتجون الذين قاموا بقطع الطريق المحاذي لبلدية قورصو متسببين في فوضى كبيرة وتعطل حركة السير بالمنطقة. وحسب العائلات المقصاة، فقد تم إحصاؤهم من قبل المصالح المعنية، متسائلين عن سبب حرمانهم من الترحيل، مشيرين إلى معاناتهم داخل شاليهات أكل الدهر عليها وشرب، وانتهت صلاحيتها، مما أدى إلى تآكل جدارنها وانهيار أجزاء من الأسقف فضلا عن تسرب مياه الأمطار عبر الثقوب المتواجدة بها، إلى جانب دخول الثعابين والجرذان ومختلف الحشرات إلى سكناتهم التي وصفها البعض ب"المقبرة"، محمّلين السلطات البلدية المسؤولية حرمانهم من الترحيل، كونها على علم بمعاناتهم التي عاشوها طيلة السنوات الفارطة. العائلات المقصاة أكدت مواصلة احتجاجها إلى أن تستفيد من سكن لائق يحفظ كرامتها ويجنب أبناءهم الأمراض التي أصبحت تفتك بهم في سكنات هشة، حيث الغالبية منهم مصاب بأمراض مزمنة كالربو والحساسية... مطالبين في ذات السياق السلطات المعنية بتقديم استفسارات حول أسباب إقصائهم وما مصيرهم من الترحيل. تجدر الإشارة إلى أن عملية الترحيل التي انطلقت أمس في إطار القضاء على الشاليهات هي الثانية منذ انطلاق العملية نهاية سنة 2016 من بلدية أولاد هداج، والتي أشرف عليها والي لولاية الذي أكد في تصريحات عديدة له أن 2017 ستكون سنة للقضاء على الشاليهات عبر 95 موقعا موزعا على عدة بلديات بالولاية، مطمئنا قاطنيها أن الأولوية في الترحيل ستكون لهم وسيتم طيّ ملف الشاليهات نهائيا قبل ديسمبر 2017. الجدير بالذكر أن ديوان الترقية والتسيير العقاري لبومرداس يمر بظروف مالية صعبة وهو وراء تأخر المستفيدين من السكن الاجتماعي في دفع مستحقات الكراء الشهرية، حيث نسبة 65 بالمائة تأخرت عن دفع المستحقات خلال السنوات الأخير ما كبد الديوان عجز في الميزانية فاقت 100 مليار سنتيم، مما دفع بالديوان إلى اللجوء إلى العدالة لاسترجاع مستحقاته، خاصة أن بعض المستفيدين تبين أنهم قاموا باستئجار سكناتهم لآخرين بطريقة غير قانونية.