تمكنت مصالح الأمن المختصة في محاربة الإرهاب من القضاء على الفاعل الرئيسي لأول اعتداء إرهابي في الجزائر، وهو الإرهابي نقية محمد البشير المكنى بعبد الحق أبو الخباب، الذي وضعت مصالح الأمن المختصة حدا لنشاطه الذي دام أكثر من 20 سنة، يوم الأحد 4 ديسمبر الجاري بمدينة وادي سوف وهو يهم بإمداد عناصر إرهابية موالية لتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال بأسلحة قادمة من ليبيا. أكدت مصادر حسنة الاطلاع ل »السلام« أن مصالح الأمن المختصة تمكنت يوم 4 ديسمبر 2011 من القضاء على الإرهابي الخطير نقية محمد البشير المدعو عبد الحق أبو الخباب، بمسقط رأسه مدينة وادي سوف، وهو في مهمة إمداد بقايا الجماعة السلفية للدعوة والقتال بأسلحة مستقدمة من ليبيا، وضمن مسعى تنسيق نشاط الجماعات الإرهابية الناشطة بالصحراء والساحل الافريقي. وتفيد التحقيقات في مسار عبد الحق أبو الخباب تورطه في التخطيط والتنفيذ لأول عملية إرهابية استهدفت ثكنة عسكرية بمنطقة »ڤمار« بوادي سوف يوم 21 نوفمبر 1991، ووقع في كمين لمصالح الأمن المختصة، اثر دخوله مدينة وادي سوف قادما من الحدود الجزائرية المشتركة مع تونس وليبيا، أين كان ينشط مع جماعات إرهابية ليبية وتونسية تتبع لتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، الناشط بمنطقة المغرب العربي والساحل الإفريقي. يذكر أن نقية محمد البشير المكنى عبد الحق أبو الخباب، من مواليد سنة 1968 وهو أصيل منطقة قمار بولاية وادي سوف، أنهى تعليمه أواخر الثمانينيات عند مستوى السنة الثالثة ثانوي، اشتغل مساعد بناء، ظهر عليه بداية التسعينات ميوله الجهادي وتعاطفه مع حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحل. مسار الإرهابي الدموي انخرط نقية محمد البشير مبكرا في أول خلية جهادية ظهرت بالمنطقة، بقيادة الإرهابي مسعودي عيسى المدعو الطيب الأفغاني تحضيرا لبداية العمل المسلح في الجزائر. بعد تنفيذها أول عملية إرهابية استهدفت ثكنة عسكرية بقمار يوم 21 نوفمبر 1991، قامت مصالح الأمن بتوقيف معظم عناصر خلية الطيب الأفغاني الإرهابية المتورطة في العملية، وكان من بين عناصرها الإرهابي نقية محمد البشير، الذي أودع رفقة إرهابيين متورطين في تلك الحادثة المأساوية سجن تازولت «لامبيز» بباتنة بقرار من الجهات القضائية المختصة. في بداية سنة 1994 تمكن نقية محمد البشير (أبو الخباب) من الفرار في حادثة هروب المساجين الشهيرة من سجن تازولت بباتنة، ليلتحق بجبال «عين كرشة» بأم البواقي، ومنها إلى جبال «تاغدة» بباتنة متقمصا مسؤولية الذراع الأيمن للإرهابي نبيل صحراوي أمير المنطقة الخامسة للجماعة الإسلامية المسلحة (الجيا) آنذاك، ثم قياديا في الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي كلفته بإمارة «تاغدة» و»ستيلي» قبل تنصيبه مستخلفا للإرهابي عماري صيفي المدعو عبد الرزاق البارا أمير المنطقة الخامسة. تحقيقات مصالح الأمن المختصة في مسار الإرهابي أبي الخباب كشفت مشاركته في الكمين الذي نصب ضد سرية للجيش الوطني الشعبي بباتنة راح ضحيتها العشرات من العسكريين، كما شارك في اعتداء على فصيلة عسكرية كانت في طريقها لثكنة الدكان بتبسة راح ضحيته عددا من عناصر الجيش، ويتعزز المسار الإرهابي لأبي الخباب بتورطه في اعتداء إرهابي طال مركز مراقبة حدودية بتونس، وتكليفه من طرف عبد الرزاق البارا بمهمات معقدة وذات بعد دولي، كتوليه نقل الإرهابي اليمني المدعو أبو محمد من مالي إلى الجبل الأسود بتبسة ومنها إلى باتنة أين تم القضاء عليه، قبل استكماله مهمة إلحاق الجماعة السلفية للدعوة والقتال بتنظيم القاعدة. وتفيد التحقيقات مشاركة عبد الحق أبو الخباب في الاعتداء الذي استهدف ثكنة عسكرية بمنطقة المغيطي بموريتانيا، ووقوفه وراء عملية اختطاف سائحين نمساويين بالأراضي التونسية بتاريخ 19 فيفري من سنة 2008 وتحويلهما إلى شمال مالي، قبل الإفراج عنهما مقابل فدية. خبرة أبو الخباب باعتباره مدبر ومنفذ لأول عملية إرهابية في الجزائر جعلته عنصرا محوريا وسط الجماعات الإرهابية المختلفة، لدرجة اقتراحه خطط إرهابية لأمير تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي عبد المالك دروكدال المكنى عبد الودود.