تم مؤخرا في اجتماع لمجلس ولاية ميلة التأكيد على ضرورة وضع قواعد تنمية سياحية سليمة قصد تثمين المؤهلات والقدرات المتاحة في هذا المجال بالمنطقة واستغلالها في تحقيق قيمة مضافة وتلبية انشغالات السكان والتنمية عموما. وأبرز والي الولاية محمد جمال خنفار خلال ترؤسه لهذا الاجتماع الذي خصص لدراسة المخطط التوجيهي للتهيئة السياحية للولاية أهمية المؤهلات السياحية المعتبرة بهذه الولاية والتي تتميز بثروات طبيعية وحموية وغابية وتراث ثقافي يمكن تثمينها سياحيا عبر كامل أنحاء الولاية. لكن هذه المؤهلات لم تحظ باهتمام حقيقي خلال الفترات الماضية، كما صرح الوالي، مما جعلها بعيدة عن مستوى الاستغلال المفيد للتنمية المستدامة. وقد إستمع مجلس الولاية في هذا السياق لعرض مستفيض قدمه مكتب دراسات خاص تضمن تقديم وتشخيص شتى المؤهلات المتوفرة بالولاية والكفيلة بالنهوض بالجانب السياحي ومنها سدي بني هارون وقروز وحمامات التلاغمة وعدد هام من النقاط الحموية الأخرى ومرتفع مارشو وغابات والبان وبحيرة - تيزيمان- بأعالي تسدان حدادة وينابيع تسالة لمطاعي إلى جانب عدد من المغارات ومعالم ميلة القديمة. وقد استفادت الولاية من تسجيل دراسات لوضع مخططات هي الآن قيد الإنهاء للتوسع السياحي ل8 مناطق هي مرتفع مارشو وميلة القديمة وبني هارون ومناطق تسالة وتسدان وزارزة ووادي العثمانية والتلاغمة. وتم بالمناسبة استعراض تحديدات ومواصفات هذه المناطق السياحية ومؤهلاتها وما تتطلبه من بنى تحتية بغية تثمينها لمصلحة التنمية السياحية. وحث الوالي بالمناسبة على تفادي الأراضي الفلاحية والخاصة إلا بعد استشارة أصحابها في تجسيد هذه المناطق السياحية. كما طالب باستفادة مناطق أخرى كثيرة بالولاية من هذا المجهود على غرار حمالة والقرارم قوقة المعروفة بمرتفعات مسيد عيشة وبونعجة. وبخصوص حمامات التلاغمة المعدنية أعلن الوالي عن انطلاقة قريبة لأشغال إنجاز الصرف الصحي والطريق المخترق، داعيا مالكي الحمامات المشاركة الفعلية في مجهود تهيئة هذه المنطقة الحموية إلى "تجاوز الواقع المتردي الراهن".