دقت العائلات القاطنة بحوش "برنار" في بلدية الرويبة شرق العاصمة ناقوس الخطر اثر ربط سكناتهم الهشة بطريقة فوضوية بالكهرباء، عن طريق قرصنتها من الأعمدة المارة قريبا من المنطقة دون ترخيص من المؤسسة المعنية، مما تسبب في كثير من الأحيان في حدوث شرارات كهربائية خاصة في فصل الشتاء، فضلا عن وقوعها على ارتفاع محدود من الأرض ما قد يشكل خطرا على حياة القاطنين بالحوش إلى جانب نقائص أخرى يعاني منها قاطنو الحي الذين يعيشون حياة مزرية وصفوها بالبدائية. "نشعر بالخوف ... هذه ليست معيشة" هو ما قاله ممثل السكان في حديثه للجريدة عن حياتهم المعيشية بالحوش الذي يعود لسنوات طويلة، حيث شيد حينها القاطنون الأوائل سكنات مبنية بوسائل بسيطة ورغم إدخال تعديلات عليها إلا أنها غير قادرة على الصمود أمام التقلبات الجوية خاصة أثناء هبوب الرياح، حيث عبر محدثنا عن مخاوف بعض السكان من انتزاع السقف من عليهم كونه هش وسهل انتزاعه، مشيرين إلى مخاوفهم من حدوث شرارات كهربائية بسبب التوصيلات العشوائية للكهرباء. سكنات تتحول إلى مستنقعات في فصل الشتاء "سكناتنا تتحول إلى مسبح كلما تتهاطل الأمطار" بهذه العبارة لخص محدثنا وضعية سكناتهم في فصل الأمطار، مشيرا إلى أن تسرب كميات كبيرة من المياه إلى داخل السكنات الهشة عبر الأسقف المهترئة والثقوب المتواجدة بالجدران، وأضاف ممثل السكان أن هذه الوضعية تتكرر كل موسم أمطار مما كبد السكان متاعب عديدة حيث يستعملون وسائل تقليدية لامتصاص المياه المتجمعة داخل سكناتهم إلى جانب تسببها في إتلاف أثاثهم. وقال السكان أن تسرب مياه الأمطار إلى داخل سكناتهم أجبرهم خلال التقلبات الجوية شهر فيفري الفارط على ترك سكناتهم والاستنجاد بالآخرين، ورغم أشغال الترقيع التي قامت بها العائلات في سكناتهم من أجل تحسين الوضع بها إلا أنها لم تجد نفعا، بسبب قدم السكنات التي يعود البعض منها إلى الحقبة الاستعمارية، وأصبحت غير صالحة لإقامة البشر مثلما جاء على لسان محدثنا من سكان الحي، الذي أكد هشاشة السكنات. العائلات تعتمد على "المطمورات" لجمع مياه الصرف الصحي إضافة إلى المخاطر المحدقة بسكان الحوش، فهم يعانون من عدم الربط بشبكة الصرف الصحي، مما اضطرهم للاعتماد على حفر تقليدية لجمع المياه ما تسبب لهم في مشاكل بيئية كبيرة تزداد حدتها في فصل الصيف، نتيجة فيضان امتلاء الحفر وفيضان المياه على السطح مشكلة بركا مائية أدت إلى تلوث المحيط وانبعاث روائح كريهة تزداد شدتها في الأيام الشديدة الحرارة. وأضاف السكان أن هذه الوضعية نتج عنها انتشار الحشرات الضارة التي ضاعفت من التدهور البيئي وتسببت في انتشار مختلف الأمراض. هذا وتطرق السكان إلى مشكل الانتشار الكبير للقمامة المبعثرة في كل أنحاء الحوش مشكلة جبال من القمامة التي تبقى لأيام وتمتزج بمياه الأمطار مشكلة منظرا مقززا، وأرجعت العائلات سبب تراكم النفايات إلى تأخر شاحنات جمع النظافة في المرور من الحوش فضلا عن نقص حاويات جمع القمامة، وحسب ممثل السكان فقد اضطروا مرات عديدة إلى حرق النفايات للتخلص منها متسببة في بعض روائح كريهة. حياة العائلات بدائية في ظل غياب المرافق شبهت العائلات القاطنة بالحي حياتها المعيشية بالبدائية بالنظر إلى افتقاده لأهم المرافق الضرورية، حيث الأرضيات مهترئة تتحول بمجرد تهاطل الأمطار إلى أوحال يصعب اجتيازها خاصة بالنسبة لتلاميذ المدارس الذين يقطعون مسافات طويلة للالتحاق بمقاعد الدراسة، وغياب المرافق الخدماتية والصحية وغيرها، حيث يجبر السكان على قطع مسافات للوصول إلى الأحياء المجاورة أو مقر البلدية من أجل اقتناء كل مستلزماتهم اليومية. عائلات مهددة بخطر التكهرب لا يزال خطر الأسلاك الكهربائية يهدد حياة العائلات من سكان حوش برنار في بلدية الرويبة، نتيجة التوصيل الفوضوي لها في ظل غياب بديل آخر، وعلى الرغم من المراسلات المتكررة الموجهة إلى السلطات المعنية بغرض التدخل العاجل، وإيجاد حل نهائي وجذري لهذا الإشكال من خلال ربط سكناتهم بطريقة قانونية بالشبكة مما يمنع عنهم الخطر، خاصة في فصل الشتاء الذي يسجل فيه حدوث شرارات كهربائية، إلا أن مطلبهم لم يجد طريقه للتجسيد إلى يومنا هذا. التزود بالمياه الصالحة للشرب بطريقة عشوائية هذا وأشار سكان الحوش إلى عدم ربط سكناتهم بشبكة المياه الصالحة للشرب، مما أجبرهم على توصيل سكناتهم بالشبكة عن طريق إحدى الأنابيب الخاصة بالمياه الصالحة للشرب التي تزود الأحياء المجاورة. وأضاف السكان أنهم راسلوا الجهات المسؤولية مرات عديدة من أجل ربط سكناتهم بالشبكة التي تعد ضرورية بالنسبة لهم، خاصة وأن فصل الصيف على الأبواب. سكان الحوش يشعرون بالتهميش الذي طالهم من قبل المجالس المحلية المنتخبة، حيث يفتقدون لكل الضروريات رغم الوعود التي تلقوها خلال الحملات الانتخابية بخصوص تحسين الوضع بمنطقتهم إلا الوضع على حاله، مطالبين مجددا من خلال صفحات الجريدة النظر في مطالبهم والنقائص المسجلة بمنطقتهم وتجسيد المشاريع التي من شأنها رفع الغبن عنهم وتحسين ظروف عيشهم.