أبدى العديد من سكان مختلف بلديات المدية، تذمرهم الكبير نتيجة النقص الكبير في مادة الحليب خاصة في الأيام الأخيرة أين أصبح المواطن في سباق مع الوقت للحصول حتى ولو على كيس واحد من هذه المادة الحيوية، بعد أن أصبحت العديد من نقاط البيع بالعديد من المناطق تشهد طوابير كبيرة من المواطنين أثناء ساعات وصول شاحنات الموزعين. وهو ما وقفت عليه "السلام" نهاية الأسبوع الماضي بإحدى نقاط البيع وسط عاصمة الولاية، حيث وجدنا طابورا من جهتين الأول خاص بالنساء والآخر خاص بالرجال اغلبهم من فئة المسنين ومع الأسف قارب طوله عن ال 200 متر. وقد زادت دهشتنا عند تقربنا بالبعض منهم، حيث صرحوا لنا أن وجودهم بالطابور فاق الساعتين من الوقت وسط حرارة شديدة وتعب كبير من وضعية الوقوف من اجل اقتناء كيس أو اثنين من الحليب كون الكمية لا تكفي العدد الكبير للزبائن الذين ينتظرون نصيبهم من هذه المادة أمام المحلات. أما ببعض نقاط البيع بالجهة الشرقية وبالتحديد بمدينة بني سليمان، فان معاناة المواطنين مع هذه المادة من نوع آخر، حسب تصريحات الكثير من سكان الأحياء، حيث يقوم أصحاب محلات بيع حليب الأكياس بإخفاء كميات كبيرة بداعي أنها مخصصة لزبائنهم فقط مما يتسبب دخولهم في مناوشات حادة مع بائعي هذه المادة. كما صرح البعض الآخر بقولهم أنهم يدفعون 30 دينارا للكيس الواحد رغم سعره المحدد ب 25د.ج فقط، مضيفا أحدهم :" رضخنا لمطلب تجار آخرون حيث يحتم علينا كيس من "الرايب" لمن أراد الحصول على أربعة أكياس من الحليب وويل لمن يريد أن يستفسر عن هذه التصرفات والسلوكات التي يقوم بها بعض أشباه تجار هذه المادة"، وبين هذا وذاك يبقى أمل المواطن البسيط معلق على تدخل مصالح مديرية التجارة واستنفار قواعدها للتخفيف من المعاناة الشاقة التي باتت هاجسا مرعبا في حياته اليومية جراء البحث عن هذه المادة كونها من المواد الضرورية الأساسية في معيشته. من جهة أخرى أكد المواطنون بالولاية أنه أصبح أكثر من ضروري على مضاعفة دوريات أعوان المراقبة لذات المصالح والضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه بالبحث عن سبل الربح السريع من خلال الزيادة في السعر أو الإجبار على تحتيم أكياس حليب البقر المحدد ب40د.ج للكيس الواحد.