كانت سنة 2011 كارثة حقيقية للكرة الجزائرية عامة والمنتخبات الوطنية على وجه الخصوص، لا سيما المنتخب الأول والأولمبي اللذين بددا أحلام الجمهور الجزائري في بلوغ عتبة نهائيات أمم إفريقيا 2012 بالغابون وغينيا الاستوائية، وعتبة أولمبياد لندن بالنسبة للمنتخب الأولمبي. والأدهى من ذلك أن إقصاء كل منتخب كان بهزيمة ثقيلة لطخت سمعة السجل الذهبي للكرة الجزائرية. فالمنتخب الأول تكبد هزيمة نكراء في 4 جوان بمدينة مراكش أمام المنتخب المغربي برباعية كاملة، كانت كافية لتعدم الناخب الوطني السابق عبد الحق بن شيخة. وفي المدينة المغربية نفسها أي مراكش على التوالي سقط المنتخب الأولمبي هو الآخر أمام نظيره النيجيري برباعية كاملة، قضت على أحلام أشبال المدرب آيت جودي في بلوغ عتبة أولمبياد لندن 2012، الأمر الذي جعل كرة القدم الجزائرية تعود إلى نقطة الصفر وتغيب عن المحافل القارية والدولية من جديد، بعد مشوار كان أحسن بكثير سنة 2010 تحت وصاية شيخ المدربين رابح سعدان الذي ضيقت عليه الرابطة الخناق وأجبرته على الاستقالة. في المقابل خدمت إخفاقات المنتخبات الوطنية الفاف ورئيسها محمد روراوة الذي اتخذ من هذه الإخفاقات بوابة لطي صفحة المدرب المحلي، ويلجأ للكفاءات الأجنبية كخيار أمثل لإعادة بعث الكرة الجزائرية من جديد، ومن أجل بلوغ الأهداف المرجوة، كان تعيين المدرب الوطني البوسني وحيد حاليلوزيتش نقطة البداية، حيث سطر مع هذا الأخير بلوغ نهائيات أمم إفريقيا 2013 بجنوب إفريقيا ومونديال البرازيل 2014. ومن المنتظر أن يقوم روراوة بتعيين مدرب أجنبي آخر للإشراف على المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة، لتحضيره لنهائيات أمم إفريقيا لأقل من 20 سنة التي ستحتضن فعالياتها الجزائر سنة 2013، كما سيراهن روراوة على هذا المنتخب لبلوغ عتبة أولمبياد 2016، الأمر الذي يعكس تذمر روراوة من المدرب المحلي الذي لن يثق فيه من جديد. رابح سعدان: “سياسة الفاف أعادت الكرة الجزائرية إلى نقطة الصفر” خرج الناخب الوطني السابق وشيخ المدربين رابح سعدان عن صمته، فاتحا النار على الاتحادية الجزائرية لكرة القدم التي حملها مسؤولية الإخفاق الذي آلت إليه المنتخبات الوطنية سواء تعلق الأمر بالمنتخب الأول أو المحلي. وأضاف سعدان قائلا في هذا الصدد: “لا يمكن أن نلوم بأي حال من الأحوال المدربين المحليين كما لا يمكن أن نشكك في كفاءتهم، لأن الطامة والمعضلة الكبرى فجرتها الفاف من خلال السياسة التي تبنتها والتي حاولت من خلالها أن تقضي على المدرب المحلي الذي كان ولا يزال يتمتع بالكفاءة اللازمة، ومسيرتي السابقة مع المنتخب الأول، حيث بلغت معه مونديال 2010 وكذا عتبة الدور نصف النهائي من كأس أمم إفريقيا 2010، سيظل شاهدا على إنجازاتي ولن تمحو آثاره سياسة روراوة”، صرح سعدان. حسين ياحي: ”لم نستخلص الدروس من التجارب السابقة” ومن جهته أوضح الدولي السابق حسين ياحي أن تراجع نتائج المنتخب الوطني الأول وفشل المنتخب الأولمبي في التأهل إلى الأولمبياد، ما هو إلا تحصيل حاصل لغياب سياسة التخطيط، مضيفا أن مشاركة الخضر في المونديال الإفريقي كان بمثابة الشجرة التي غطت الغابة، بما أن القائمين على شؤون كرة القدم الجزائرية في نظر الجناح الطائر لشباب بلوزداد لم يستخلصوا الدروس من التجارب السابقة. شريف الوزاني: ”من غير المعقول التخطيط بدون مديرية فنية” أما شريف الوزاني وسط ميدان الخضر في سنوات التسعينيات، لخص إخفاق المنتخبات الوطنية سواء تعلق الأمر بالمنتخب الأول أو المحلي، في عدم وجود مديرية فنية مثلما هو معمول به في سائر دول العالم، متسائلا في ذات الوقت عن الكيفية التي تضمن الاستمرارية في حصد النتائج في غياب نظرة ثاقبة للمستقبل، وبرنامج عمل واضح، مؤكدا في ختام حديثه أن محاولة البعض في ربط فشل المنتخبات الوطنية في محدودية الكفاءة المحلية أمر يدعو للسخرية، طالما أن كل الإنجازات المحققة في وقت سابق كانت على يد مدربين محليين أثبتوا في مرات عديدة، أنهم قادرين على إخراج الكرة الجزائرية من الأزمة التي تعيشها منذ 20 سنة خلت. جمال مناد : ”كنت أتوقع عودة كرة القدم الجزائرية إلى نقطة البداية” ومن جهته أكد جمال مناد، أنه كان يتوقع مسبقا عودة كرة القدم الجزائرية إلى نقطة البداية، وهذا في ظل المؤشرات العديدة التي كانت بادية حتى لما صعد المنتخب الوطني الأول إلى القمة، مضيفا أن المسؤولين وعوض أن يثمنوا الإنجازات المحققة ويسايروها، فإنهم دخلوا في متاهات كان الجميع في غنا عنها، وهو الأمر الذي دفع ثمنه المنتخب الوطني غاليا والنتيجة كانت عودة إلى نقطة البداية.