نظم المتحف العمومي الوطني للفن والتاريخ لمدينة تلمسان في إطار إحياء شهر التراث، محاضرة بعنوان "العلاقات الثقافية والفكرية بين مدينتي قسنطينةوتلمسان" للأستاذ عبد العزيز فيلالي للتعريف بالعلاقات الثقافية والفكرية عبر العصور اللتان توّجتا بالعلم والعلماء واشتركتا في الإنارة التاريخية فشكّلتا عنفوانهما الحضاري وتاريخهما الثقافي الزاخر خير شاهد على تلك الروابط الثقافية والفكرية لذلك كان من الضروري نفض الغبار عن هذا الجانب الذي يثبت وجود علاقات ثقافية كانت قائمة بينهما والتي ترجمتها مجموعة من النشاطات العلمية والفكرية التي أثرت الحياة الثقافية في الإقليمين. ومن الأمثلة الحية عن هذا التواصل الفكري الرحلات العلمية لعلماء وتنقلهما بين العواصم العلمية للانتهال والتحصيل والتدريس وما نتج عنها من حوار فكري ومناظرات علمية هامة بين أجلة العلماء للخروج بالعلوم من القوقعة المحلية والركود إلى الخوض في مختلف العلوم حتى التي كانت فيما مضى علوما محظورة بالإضافة إلى المنشآت العمرانية الدينية والعلمية التي كانت شاهدا حيا على رقيهم العلمي والحضاري، وصورة واضحة عن إسهاماتهم في التطور الفكري والعلمي بالمغرب الإسلامي ككل، والذي يمثله ذلك الجيل الهام من العلماء والفقهاء والأدباء الذين أنجبتهم هذه المدارس العلمية وهي عوامل ساعدت على إثرائها وازدهارها في الإقليمين يعطينا فكرة واضحة حول المنافسة الفكرية والثقافية التي لازمت المدينتين اللتين تحملان الكثير في طياتهما من المنافع. ولعلها تلك الآثار الخالدة التي حظيتا بها التي تلتهما حركة علمية وثقافية مشهورة وساهمت في تقوية الروابط والعلاقات الفكرية والثقافية بينهما بالوانها نتيجة لذلك الاحتكاك والتقارب الثقافي والفني والفكري ومهد رجل الإصلاح والفكر الشيخ عبد الحميد بن باديس وبيت الحركة الوطنية.