إنتفضت قيادات في جبهة التغيير بما فيها بعض الأسماء المقربة من رئيس الحزب عبد المجيد مناصرة، ضد قرار مجلس شورى حركة مجتمع السلم القائل برفض المشاركة في الحكومة الجديدة، على إعتبار أنهم طمحوا للإستوزار عقب تلقيهم في بدايات طرح فكرة "مشروع الوحدة" مع "حمس" ضمانات من مناصرة بإمكانية ذلك جعلتهم يدعمون التحالف الذي كان بالنسبة لهم محطة للوصول إلى إحدى الحقائب الوزارية في الحكومة الموسعة التي سيعلن الرئيس بوتفليقة قريبا عن تشكيلتها. أسّرت مصادر جد مطلعة من محيط مجلس شورى جبهة التغيير، أن قيادات بارزة في الحزب بعضها مقربة من مناصرة أبدت إمتعاضها وعدم رضاها عن قرار مجلس شورى "حمس" الرافض للمشاركة في الحكومة الجديدة، وأبلغت مواقفها لرئيس الحزب المُلام من طرفهم كونه منحهم في بداية طرح فكرة التحالف مع "حمس" آمالا لإستوزاره هو شخصيا أو أحد قيادات حزبه الأكفاء، وذلك من بوابة "مشروع الوحدة" الذي صُور لهم حينها أنه أفضل محطة للظفر بإحدى الحقائب الوزارية، إلاّ أن "الحلم" - كما وصفه محدثنا- الذي تحفظ الكشف عن إسمه أجهض أو اصطدم ب "تعنت" عبد الرزاق مقري، رئيس "حمس"، وهو ما أفرز فوضى في بيت جبهة التغيير يحاول مناصرة -الذي رحب بعرض رئيس الجمهورية مباشرة بعد أن كشف عنه سلال- حاليا إحتواءها، فوضى ربما تتأزم أكثر خاصة في ظل تلويح بعض الأسماء التي طالما فضلت الإستوزار على "مشروع الوحدة" بالإستقالة، وأخرى بدأت تبحث عن منافد لدخول الحكومة بعيدا عن كنف التحالف مع حركة مجتمع السلم، وأبدت حرصها وسعيها لإقناع مناصرة بذلك. في السياق ذاته أشارت مصادرنا إلى إستفسار قيادات جبهة التغيير الساخطة من مناصرة عن سبب تحول موقفه من مُرحب إلى رافض لفكرة الإستوزار، التي كانت إحدى أهم الأسباب التي دفعتهم لدعم فكرة التحالف مع "حمس" وإنصهار التغيير فيها.