أضحى "تجريد" محمد ذويبي، الأمين العام لحركة النهضة، من منصبه، مسألة وقت فقط، بعد نجاح خصومه الراغبين والساعين منذ فترة لعزله، في إقناع مجلس شورى الحركة بتشكيل لجنة تحقيق تنظر في التهم التي نسبوها إليه، علما أن جلها مدعوم بوثائق تثبت صحة إدعاءاتهم. أكدت مصادر من داخل مجلس شورى حركة النهضة المجتمع أول أمس ل "السلام"، أن أيام ذويبي، على رأس الأمانة العامة للحزب باتت معدودة، مستدلة في ذلك بتبلور شبه إجماع بين قادة الحركة بضرورة مغادرة الرجل قبل المحليات المقبلة، وهو ما لوح به قرار تشكيل لجنة مصغرة لتسيير الحزب مؤقتا، إلى حين رفع تقرير التحقيق الخاص بالتهم المنسوبة لشخص ذويبي من طرف خصومه داخل الحركة في دورة ثانية تعقد للحسم في القضية نهائيا. هذا وإعترف مجلس شورى النهضة، خلال إجتماعه الأخير، تخبط الحزب في أزمة إنفجرت العام الماضي وظهرت معالمها عقب إستقالة 12 عضوا من المكتب الوطني تباعا، تنديدا بسوء تسيير الأمين العام للحزب، وتجاهله لمطالب المناضلين وتورطه في نشر الفتنة بين قيادات الحركة، وعلى إثر ذلك حاول ذويبي، تدارك الأمر برفعه طلبا لمجلس الشورى يقول بتعويض المستقيلين قوبل بالرفض. في السياق ذاته وكما إنفردت به "السلام" في أعداد سابقة، فجّر تضارب المواقف بين خصوم محمد ذويبي، بخصوص إعادة بعث مسعى عزله من عدمه، فوضى كبيرة في بيت النهضة، في ظل تراجع أغلبيتهم "مبدئيا" عن مواقفهم في القضية فيما أبدى البقية تمسكهم بمواقفهم القائلة بضرورة رحيل ذويبي، مستندين في ذلك إلى تراجع أداء الحزب ومكتسباته خلال فترة قيادته له. النهضة تدعم وتستجيب لدعوة تبون بخصوص الحوار الوطني من جهة أخرى عبرت الحركة في بيان لها أمس إطلعت عليه "السلام" عن إرتياحها تجاه الدعوة إلى الحوار الوطني التي أطلقها الوزير الأول عبد المجيد تبون، مشيرة إلى أن المبادرة ستجمع كل مكونات النسيج الوطني من حكومة وأحزاب سياسية وحركة جمعوية، مشددة على ضرورة توفير آليات نجاحها وشروطها، كما أكدت النهضة - يضيف المصدر ذاته – دعمها ومساندتها لكل خطوة من شأنها محاربة الفساد والحفاظ على المال العام، مجددة في هذا الصدد دعوتها لمكافحة ظاهرة تغول المال السياسي الفاسد مع ضرورة تطهير الساحة من أثره. هذا وثمنت الحركة كل خطوة تهدف إلى إعادة الاعتبار لمقومات الهوية الوطنية ومنها تعميم استعمال اللغة العربية في الإدارة ومؤسسات الدولة. وبخصوص المحليات المرتقبة نهاية نوفمبر المقبل أو بداية الشهر الذي يليه، دعت النهضة في البيان ذاته، مناضليها إلى الاستعداد لخوض غمار هذا الاستحقاق الإنتخابي المرتقب، والنجاح فيه ضمن الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء الذي يعتبر مشروعا ينطلق من رؤية استراتيجية واضحة. بالمناسبة نددت حركة النهضة بالانتهاكات المتكررة ضد الفلسطينيين وإغلاق المسجد الأقصى في وجه المصلين، مؤكدة دعمها المطلق للقضية الفلسطينية.