أكد نورالدين بوكروح أنه بعد إعلان المجلس الدستوري عن النتائج الرسمية للانتخابات الرئاسية سنة 1999، بعث برسالة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، عن طريق المرحوم العربي بلخير مباشرة، هنأه فيها بمناسبة انتخابه رئيسا للجزائر، وكانت كنصيحة قدمها بوكروح لرئيس الجمهورية من أجل مصلحة الوطن، قال فيها إن رجل الدولة هو الذي ينظر إلى الأعلى وليس إلى الأسفل، ويثقب أفق التاريخ بدل كواليس السلطة، ولا يعمل للمدى القصير فقط، ولا يغازل الجهل والمساوئ في مواطنيه لكي يحبوه، وإن حذا هذا الطريق سيفوز برضاهم ومحبتهم لا محالة، ويفوز في نفس الوقت باحترام الخارج. وكشف بوكروح عبر صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي فايسبوك أن رسالته للرئيس تضمنت النُصح والتوجيه وجاء فيها "بعد أن اختاركم الدهر للوقوف على مصير بلادنا في بداية الألفية الثالثة، عليكم أن تضعوا كل قواكم في خدمة هذه المهمة وتستنفروا ضميركم، وتسخروا تجربتكم ومعرفتكم من أجلها، وأعلموا الشعب، أيقظوه، أصلحوا دولته ومدرسته وجامعته، أثروا على مخيلته وذهنه، ادفعوا به للسمو الروحي، وأحيوا فيه روح الواجب وحب العمل والتفاني والإخلاص والاستحقاق، نظفوا العدالة والإدارة، شجعوا الثقافة الحقيقية، وأبعدوا البراغيث والرداءة". وقال بوكروح لرئيس الجمهورية أنه "وعشية تقلدكم منصبكم الجديد، وما لم تأخذكم واجبات الرئاسة كلية، أردت أن أقدم لكم تهاني الخالصة وتمنياتي بالنجاح في كل ما ستقومون به من أجل الوطن، وفي نفس الوقت أدلي لكم ببعض الأفكار التي أخصها للرجل أكثر منها للرئيس"، "فمهما كانت مواقفي وتحفظاتي من ترشحكم، أنتم اليوم رئيس كل الجزائريين وبالتالي رئيسي أيضا، لقد أصبح ذلك معطى تاريخيا أنظر إليه بنظرة إيجابية وحسن نية، ومن هذا القبيل، أسمح لنفسي بحق إمدادكم هذه "النصيحة" بالمعنى الإسلامي السامي" . و تحدث بوكروح عن عدم تمسك الشعب الجزائري وضرب استقراره على مراحل، بداية من الثورة إلى المطالبة بتقسيمه، وصولا إلى العشرية السوداء، كما أكد قائلا "يمكنكم أن تحققوا المصالحة بشرط ألا تبدو انهزاما أمام العنف، وإلا سيستعمله كل من أراد أن يمرر آراءه بنفس الطريقة، وإن فعلتم فإنكم بمجرد أن تمضوا السلم مع طرف حتى ينهض طرف آخر ويصعد إلى الجبل للمطالبة بعدها بالرحمة والمصالحة، إن بلدنا سيندثر لو عاش حربا أهلية أخرى ولا أحد سيمنع حينها الأجنبي من التدخل لمساعدتنا على حل مشاكلنا".