تتجدد معاناة تلاميذ عدة مناطق من الوطن مع بداية كل موسم أمطار بسبب غياب شبه كلي لأجهزة التدفئة أو تعطل المتوفرة منها، حيث فشلت السلطات البلدية والولائية في التكفل بالمشكل الذي ما يزال مطروحا في عدد كبير من المؤسسات خاصة الإبتدائيات الواقعة بالمناطق الداخلية والتي اضطر التلاميذ بها منذ بداية الاضطراب الجوي الأخير إلى مقاطعة الدراسة لعدة أسباب في مقدمتها غياب التدفئة وتدهور الأرضيات، الأمر الذي جعل جمعيات أولياء التلاميذ تدق ناقوس الخطر لاسيما بالمناطق الداخلية. أطلق عشرات التلاميذ بمؤسسات تربوية واقعة بولايات الوسط وأخرى بالمدن الداخلية نداء استغاثة لوزارة التربية ومختلف المسؤولين الذين لهم علاقة بالقطاع للنظر في ظروف تمدرسهم في هذا الفصل البارد، حيث مع بداية الاضطراب الجوي الذي صاحبه تهاطل غزير للأمطار على عديد الولايات، وجد التلاميذ أنفسهم يدرسون داخل أقسام شبيهة بالثلاجات، تسببت في إصابة العديد بالزكام فضلا عن فقد التلميذ للتركيز وهي الوضعية التي رصدناها عبر عديد المؤسسات التربوية.
تلاميذ ثانوية علي كافي بخنشلة يقاطعون الدراسة لليوم العاشر واصل أول أمس تلاميذ ثانوية علي كافي بحي موسى رداح في خنشلة مقاطعتهم للدراسة لليوم العاشر على التوالي تنديدا بالوضعية الكارثية التي يزاولون فيها دراستهم والتي تعقدت أكثر في الأيام الأخيرة التي شهدت تهاطلا غزيرا للأمطار بسبب غياب أجهزة التدفئة مما حول الأقسام إلى ثلاجات مهددين بمواصلة الإضراب إلى غاية الاستجابة لمطلبهم. وقال تلاميذ الطور الثانوي أن مطلبهم بتوفير أجهزة التدفئة يتكرر كل موسم أمطار دون أن تستجيب الجهات المعنية للمطلب الذي يعتبرونه شرعيا وأبسط حق من حقوقهم. وأشار أحد التلاميذ في حديثه للجريدة إلى أن الوضع تعقد أكثر منذ أيام تزامنا مع التقلبات الجوية التي شهدتها عدة ولايات من الوطن على غرار خنشلة، وشبه محدثونا الأقسام خلال هذه الأيام بمبردات التي حسب – مراد- تلميذ في النهائي لم تنفع معها حتى ألبسة الشتاء الخشنة، موضحا أن الدراسة داخل الأقسام هذه الأيام تعد بمثابة عقوبة بالنسبة لهم، مما اضطرهم للدخول في إضراب ومقاطعة الدراسة إلى غاية الاستجابة لمطلبهم. هذا وأبدى تلاميذ الثانوية استغرابهم من الحجج التي تبرر بها السلطات عجزها عن توفير التدفئة بالأقسام، والمتمثلة في العجز المالي، موضحين أنهم لم يقتنعوا بتلك التبريرات.
أولياء التلاميذ بمدرسة برحايل في تبسة يشتكون غياب التدفئة وبحي 600 مسكن بوسط مدينة تبسة، طرح أولياء تلاميذ ابتدائية طبيب زينة بنت برحايل مشكل غياب التدفئة بالمؤسسة مما حول الأقسام إلى ثلاجات في الأيام الأخيرة مشيرين إلى أن التدفئة كانت متوفرة الموسم الفارط قبل أن تتعطل التدفئة المركزية. وأشار أولياء التلاميذ مؤخرا أن أبناءهم أصيبوا بأمراض كالربو والزكام بسبب انعدام التدفئة بالمؤسسة التربوية موضحين في سياق حديثهم أن المنطقة عموما تتميز ببرودة شديدة طيلة موسم الشتاء الأمر الذي زاد من معاناة تلاميذ المدارس التي تفتقد للتدفئة.
متوسطة أحمد بن قرقورة ببلدية بوعرفة تستغيث أطلق تلاميذ متوسطة أحمد بن قرقورة ببلدية بوعرفة في ولاية المدية نداء استغاثة لوالي الولاية ومديرية التربية من أجل التدخل والنظر في الظروف السيئة التي يزاولون فيها دراستهم، مشيرين إلى أن غياب التهيئة بالمؤسسة تسبب في تسرب مياه الأمطار المتهاطلة مؤخرا إلى داخل الأقسام عبر الثقوت المتواجدة بالجدران والأسقف التي تكاد تنهار على رؤوس التلاميذ، وما زاد الطين بلة الجرذان التي تتجول داخل الأقسام مخلفة هلعا كبيرا للتلاميذ الذين أصبح عدد منهم لا يركز في الدرس. كما عبر التلاميذ وأوليائهم عن مخاوفهم من إصابة أبنائهم بأمراض خطيرة بسبب مادة الأميونت التي بنيت بها المدرسة والمسببة للسرطان، مطالبين السلطات المعنية التدخل وإعادة بناء المؤسسة التربوية. وفي ذات السياق تساءل تلاميذ المتوسطة وأوليائهم والأساتذة عن سبب تماطل السلطات في إعادة بناء المؤسسة رغم صدور قرار سنة 2014 بهدمها وإعادة بناء أخرى جديدة.
تلميذ يراسل والي خنشلة من أجل التدفئة هذا وقد استجاب والي ولاية خنشلة لطلب التلميذ صيد الذي راسل مؤخرا المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي بالولاية من أجل توفير التدفئة بالمدرسة مما حول الأقسام إلى شبه غرف تبريد خلال الأيام الأخيرة، حيث أرسل الوالي كمال نويصر أجهزة للتدفئة وهي الرسالة التي حركت أيضا أحد ممثلي الولاية في البرلمان والذي أعلن عن ارسال 25 جهاز تدفئة.
تلاميذ مدرسة زوار السعيد ببلدية حمادي يهددون بالاحتجاج من جهتهم تلاميذ مدرسة زوار السعيد ببلدية حمادي شرق العاصمة هددوا بمقاطعة الدراسة في الأيام القادمة في حال عدم استجابة السلطات لمطالبهم المرفوعة منذ بداية الموسم الدراسي الجاري والمتعلقة بتهيئة مدخل الابتدائية الذي تحول خلال الأيام الأخيرة التي شهدت تهاطلا غزيرا للأمطار إلى أوحال وبرك مائية وجد التلاميذ صعوبة في اجتيازها والالتحاق بالأقسام الدراسية وهذا رغم –حسب تصريح عدد من التلاميذ- ارتدائهم الأحذية البلاستيكية. وما زاد من غضب أولياء التلاميذ بالمدرسة أن التدفئة غائبة بها، مما يحول الأقسام إلى شبه مبردات كل موسم أمطار، حيث سبق لتلاميذ المدرسة أن نظموا وقفة احتجاجية السنة الفارطة وتلقوا وعودا بتحسين الأوضاع بها إلا أن كل تلك الوعود ذهبت في مهب الريح. تصريحات التلاميذ بالإبتدائية عن معاناتهم اليومية منذ افتتاح المؤسسة التعليمية وهي الوضعية التي تشترك فيها مؤسسات تربوية عديدة موزعة على تراب الولاية بومراس يعكس واقع قطاع التربية المنسي بالولاية.