في إستعراض جديد لعضلاتهم بعد مسيرة قسنطينة الأحد الماضي، خرج أمس الأطباء المُقيمون، في مسيرة وطنية حاشدة بوهران جابت أكبر شوارع عاصمة غرب البلاد، معبرين عن تمسكهم بمطالبهم من جهة، ورافعين حدة الضغط الذي يمارسونه من أكثر من شهرين على الوزارة الوصية من جهة أخرى. تجاهل الأطباء المقيمون تطمينات مختار حسبلاوي، الذي أكد أنه مستعد لفتح أبواب الحوار مجددا معهم، مشترطا الإبتعاد عن المطالب التي وصفها ب "التعجيزية"، والتخلي عن سياسة "خذ أو أترك" التي إتهمهم بتبنيها، وتوافدوا ب "قوة" صباح أمس على مدينة وهران قادمين من مختلف ولايات الوطن، للمشاركة في المسيرة الوطنية التي دعت إليها النقابة الوطنية المستقلة للأطباء المقيمين، بهدف رفع حدة الضغط على الوصاية ودفعها إلى تلبية إنشغالات هذه الفئة من الأطباء الذين دخلوا في موجة إحتجاجات وإضرابات منذ أكثر من شهرين في إطار قبضة حديدية بينهم وبين وزارة الصحة تتواصل إلى يومنا هذا، الخاسر الأكبر جراءها المريض الجزائري الذي وجد نفسه طيلة فترة هذا الصدام أمام مستشفيات مشلولة في أغلب الأحيان. البداية كانت بتنظيم تجمع بمستشفى "بن زرجب" الجامعي بعاصمة الولاية وهران قبل الخروج في مسيرة صاخبة، رفع خلالها الأطباء المقيمون لافتات ورددوا شعارات تطالب السلطات العليا في البلاد بالتدخل من أجل تلبية مطالبهم المهنية والاجتماعية، وذلك وسط تعزيزات أمنية مشددة تفاديا لأية إنزلاقات محتملة قد تساهم في تأجيج الوضع ورفع حجم الضغط الذي تعيشه الجبهة الإجتماعية منذ أشهر. للإشارة نظم أطباء مقيمون مدعمين بطلبة وأساتذة مساعدين وداخليين في جراحة الأسنان وصيادلة، الأحد الماضي مسيرة بقسنطينة مطالبين بتحسين ظروفهم الإجتماعية المهنية. في السياق ذاته وتزامنا مع مسيرة وهران الوطنية، نظم صباح أمس عشرات الأطباء المقيمين وقفة إحتجاجية داخل المستشفى الجامعي مصطفى باشا بمشاركة أساتذة الطب الذي عبروا عن تضامنهم مع المقيمين، حيث جال المتظاهرون في أنحاء المستشفى، مرددين عبارات "ليست لدينا إمكانيات"، وذلك دون أن ينقلوا إحتجاجاتهم خارج المؤسسة الإستشفائية. من جانبهم نظم عشرات الأساتذة الإستشفائيين بولاية سطيف، وآخرين من عدة ولايات في جنوب البلاد على غرار ورقلة وتقرت، وقفات إحتجاجية كل في ولايته تضامنا مع الأطباء المقيمين المتظاهرين في وهران. وعلى ضوء ما سبق ذكره يكون الأطباء المقيمون قد نفذوا تهديداتهم التي أطلقوها الأسبوع الماضي عقب إجتماع ممثليهم "العقيم" مع وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، وتبنوا التصعيد بداية من مسيرة قسنطينة، ثم مسيرة وهران الوطنية الصاخبة، مؤكدين بذلك تمسكهم بمطالبهم المرفوعة منذ مدة، والمتمحورة أساسا حول إلغاء الخدمة المدنية وتوفير الحق في السكن، فضلا عن تحسين ظروف العمل والحماية في المستشفيات، وعليه باتت كل المعطيات تنبئ بتعفن مرتقب لواحد من القطاعات الحساسة في البلاد في حال إستمر الوضع على ما هو عليه.