أوقف عمال مؤسسة منشآت السكك الحديدية "أنفراريل" إضرابهم أمس والذي دام لقرابة ثلاث ساعات على مستوى محطة القطار بالرويبة شرق العاصمة، وهذا بعد استجابة وزير النقل عبد الغني زعلان لمطلبهم المتمثل في إعادة الرئيس المدير للشركة "كمال سلايمية" إلى منصبه بعد عزله عنه أول أمس خلال اجتماع مجلس الإدارة للشركة الأم "SNTF" وتعويضه بمدير آخر من خارج المؤسسة، ما أثار غضب العمال الذين قدموا أمس للاحتجاج على القرار الذي اعتبروه غير مقبول والهدف منه تحطيم الشركة مما تسبب في شل حركة القطارات تماما بالضاحتين الشرقية والغربية. وحسب تصريح رئيس الفرع النقابي لعمال "أنفراريل" بولاية الجزائر فقد تنقل بعد منتصف نهار أمس الرئيس المدير العام للشركة الذي تمت إقالته أول أمس رفقة مدير النقل للعاصمة لإنهاء الاحتجاج وإبلاغ العمال بقرار عودة سلايمية لمنصبه، وهو ما أعاد الطمأنينة للعمال الذين قدموا من مختلف ولايات الوطن وإعادة حركة القطارات إلى طبيعتها المعتادة. هذا وقد حمل المحتجون الذين جاءوا من عدة ولايات شعارات منددة بالقرار مؤكدين أنه تعسفي وغير منطقي، حيث قال رئيس الفرع النقابي للعاصمة "سبب الاحتجاج قرار إعفاء المدير العام كمال سلايمية من مهامه مؤخرا وهو ما أثار حفيظتنا ولم نجد تفسيرا لهذا القرار خصوصا وأن هذا المسؤول تمكن من تحقيق نجاح في قيادة الشركة وتسييرها". وما زاد من غضب عمال "أنفراريل" استبدال سلايمية بمدير جديد وغريب عن الشركة" كما قال بعض العمل للجريدة، إذ حسبهم هذا التغيير قد يرهن كل الانجازات المحققة في الفترة الأخيرة. وثمن العمال في حديثهم ل "السلام" كل المجهودات الكبيرة التي بذلها الرئيس المدير العام ل "أنفراريل" في إنقاذ هذه الأخيرة من الإفلاس منذ سنوات، حيث اتخذ عدة إجراءات كانت لها نتائج إيجابية في تطوير مداخيل الشركة وتحسين خدماتها، ما جعل هذه الشركة تعتبر من أهم وأكبر الشركات التابعة للشركة الأم"SNTF"، فضلا عن مداخليها الكبيرة التي تحققها كل سنة والتي تذهب نسبة 25 بالمائة منها للشركة الأم والتي تطالب حاليا برفع حصتها من المداخيل إلى 50 بالمائة. هذا وقد اتهم الفرع النقابي لولاية الجزائر في حديثه ل "السلام" بعض الأطراف في الشركة الأم تعمد الضغط من أجل إقالة سلايمية وتعويضه بآخر لأغراض معينة رفض الكشف عنها. تجدر الإشارة إلى أن الرئيس المدير العام كمال سلايمية ومباشرة بعد إلغاء قرار عزله من مهامه على رأس الشركة "أنفراريل" قام بالتنقل إلى مكان الاحتجاج رفقة مدير النقل للعاصمة وقدم شكره للعمال الذين وقفوا إلى جانبه. من جهتهم زبائن الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية استنكروا الطريقة التي احتج بها أمس عمال شركة "أنفراريل"، حيث تم دون سابق إنذار مما تسبب في متاعب كبيرة للزبائن الذين تأخر الآلاف منهم عن مواعيدهم خاصة بالنسبة لطلبة الجامعات الذين هم في فترة امتحانات، والمرضى الذين لديهم مواعيد بالمستفشيات.