هي شابة طموحة, عشقت المجوهرات وشغلتها الأحجار الكريمة مبكرا, فبحثت بشغف عن فرصة لتتقن فن صياغتها بعد أن اختارت طريقها وأصرت على السير فيه رغم متاعبه, هي فتاة جزائرية برزت في مجال تصميم المجوهرات ولمع اسمها بفضل تصميماتها الملفتة, استقت خبرتها من دورات تدريبية عديدة خاضتها بنجاح حين كانت في فنزويلا برفقة والدها, ولنعرف المزيد عن مجال عملها كان لنا معها هذا الحوار. في البداية من هي سماح غزالي؟ أنا شابة جزائرية أبلغ من العمر 25 سنة انتقلت مع والدي بحكم عمله في القنصلية الجزائرية بفنزويلا درست في الجامعة تخصص البيولوجيا وتحصلت على الماجستير وبالموازاة كانت عندي موهبة منذ صغري, وهي صناعة الفنتيزي, فأنا فتاة طموحة تحب كل ما هو جديد وجريء وتسعى لتطوير نفسها. ما هي قصتك مع المجوهرات؟ تبهرني الأحجار الكريمة بصفة عامة بألوانها وقيمتها وجمال تكوينها ويبدو أنها هواية قديمة, لكنني بصراحة لم أكتشفها إلا بعد انتقالي مع والدي إلى فنزويلا, وهناك تفتقت الموهبة وقررت أن أتعلم أسرار تصميم المجوهرات وبالفعل حصلت على عدة دورات تدريبية في هذا المجال ومن ثم احترفت تصميم المجوهرات وهوايتي كانت الأساس, لكنني أردت احتراف العمل بهذا المجال كمهنة عند عودتي لبلدي. ولكن ألم تواجهي صعوبات بسبب اختلاف اللغة؟ لا أنكر ذلك, فقد تعددت الصعوبات في البداية, حيث كان علي أن أتعلم اللغة البرتغالية وهي الأكثر انتشارا في فنزويلا, ولم يكن أمامي حل آخر سوى إتقانها لأتعلم تصميم المجوهرات هناك. ما هي الخطوات التي مررت بها لتعلم هذه الحرفة؟ بدأت بدراسة تشكيل الحجر وصقله وتلميعه وبالطبع ذلك يتم بواسطة أجهزة معينة, ثم درست صياغة المعادن الثمينة كالذهب والفضة, وهنا يجب أن أذكر أهمية الثقة بالنفس عند التعامل مع هذه المعادن والأحجار الكريمة, لأن تركيبها يتطلب الدقة. كيف كان انطباعك عن موهبتك في تلك الفترة؟ لا أخفيك سرا إن قلت أن موهبتي صقلت بعد الدراسة وأصبحت أكثر تميزا عن زميلاتي واستدعى ذلك المشاركة في معرض أقامته المدرسة التي درست بها رغم أنني كنت مبتدئة في هذا المجال, بدأت بعدها أهتم بمعرفة أسماء وأنواع الأحجار الكريمة وزرت عددا من المناجم ورأيت كيف تستخرج منها الأحجار وحجم المشقة التي يتحملها العمال في سبيل ذلك. يسعى أبناء الوطن الواحد إلى ربط أواصر الصداقة فيما بينهم في المهجر, فهل كنت على اتصال بالجالية الجزائرية المقيمة بفنزويلا, وهل عرفتهم بحرفتك؟ هذا أكيد, فقد كنا نقيم حفلات ثقافية هناك, حيث يلتقي الكثير من أفراد الجالية الجزائرية مع بعضهم, وكانت تقام عروض للأزياء التقليدية الخاصة ببلدنا وكنت أصمم للكثير من العائلات المجوهرات القبائلية, ولكن بطريقة عصرية, لأني كنت أريد أن أحافظ على تقاليد بلدي في صناعة المجوهرات, ولكن كنت دائما أكتشف كل ما هو جديد في عالم موضة المجوهرات, لذلك وضعت في مجوهراتي مزيج بين الطابع التقليدي والعصري. تمكنت من تعلم الكثير عن عالم تصميم المجوهرات في الخارج, فهل أثمرت هذه الخبرات بعد عودتك إلى أرض الوطن؟ عدت مع والدي إلى الجزائر منذ سنة تقريبا بعد انتهاء فترة انتدابه وكلي أمل في أن أتقن هذه المهنة وأكتسب المزيد من الخبرات فيها من خلال العمل في أحد مصانع الفضة أو الذهب, ولكن محاولاتي باءت بالفشل, لأن ورشات هذه الحرفة لا يعمل بها إلا الرجال, مما شجعني على أن يكون لدي ورشتي الخاصة التي من خلالها أستطيع أن أصقل خبراتي وأنمي موهبتي وهو ما قمت به بالفعل. هل قمت بزيارة بلدان أخرى لتعلم المزيد عن هذه الحرفة بعد أن أصبحت لك ورشة خاصة؟ سعيت لإقامة اتصالات مع مصممي أزياء ومجوهرات بفرنسا, وإرادتي القوية جعلتني أواصل مشواري في هذا المجال, فذهبت إلى فرنسا واستفدت من خبرات مصممي المجوهرات هناك وبرزت لمساتي الإبداعية في المجوهرات وشاركت في العديد من عروض الأزياء في الخارج في الكثير من البلدان كإسبانيا وايطاليا وغيرها, كما قمت بعرض مجوهراتي في العديد من المعارض الإبداعية الشبابية والتقليدية بالجزائر, وقد حققت نجاحا كبيرا وحظيت قطعي بإعجاب الكثير من السيدات. من هو المصمم الذي نال عمله في هذا المجال إعجابك؟ ومن أين تستقين أفكارك؟ أنا أفضل تيمبلير بيلبيرون وجيمس تافين دي جيفنتشي. أما سؤالك عن مصادر أفكاري, فهي كثيرة, ففي بعض الأحيان أقتبس بعض الأفكار من بعض المجلات الخاصة بمصممين عالميين وأضيف عليها لمساتي الخاصة ولكنني أفضل الاستعانة بأفكاري عند تصميم مجوهراتي. ما هو تقييمك لذوق المرأة الجزائرية في المجوهرات؟ بلا مجاملة, أعتبر المرأة الجزائرية أكثر النساء إجادة لاختيار المجوهرات التي تناسبها, لأن ذوقها رفيع. ما هي أحدث موضة في تصميمات هذا العام؟ إن الاتجاه الحديث يميل أكثر إلى الطبيعة وخاصة أننا مقبلون على فصل الربيع, فأشكال الورود والفراشات المحتوية على الماسات الملونة بالفوشيا والتيركواز الأزرق أو الأخضر هي التي ستطغى على التصاميم. وأي الأحجار الكريمة تستخدمين؟ لا يوجد نوع محدد, فأنا أستخدم جميع الأحجار تقريبا, ولكن أبرزها الأحجار الكريمة بجميع ألوانها والكريستال والماس. ما هي الصعوبات التي تواجهك عند ممارسة هذه الحرفة؟ عادة ما أجد صعوبة في إيجاد الأحجار الكريمة التي أريدها بالشكل والحجم والنوع المناسب في الجزائر, وهذا ما يدفعني إلى السفر إلى الإمارات العربية المتحدة للبحث عنها. كم هو عدد التصميمات الخاصة بك؟ وما هي آخر مشاركاتك في المعارض؟ لا أتذكر العدد ولكنها كثيرة وما أتذكره أنها نالت إعجاب الناس. وقد كانت آخر مشاركاتي في مسابقة إبداعية نظمتها الغرفة التجارية بالإمارات وفزت فيها بالإضافة إلى معرض آخر أقيم في مدينة روما بإيطاليا وشاركت أيضا في معرض للحرف التقليدية أقيم بتمنراست ولقيت مجوهراتي التقليدية إعجاب الكثير من السياح الأجانب هناك. هل ترين أنك وصلت إلى كل ما تطمحين إليه في هذا المجال؟ مع أني استطعت أن أوفق بين دراستي في البيولوجيا وموهبتي في تصميم المجوهرات, وقد نجحت وأحمد الله على ذلك, إلا أني أرى أنني لازلت في أول الطريق التي مازالت طويلة وأتمنى في المستقبل أن يصبح لدي مصنعي الخاص في يوم من الأيام وأن أصل إلى العالمية وأشرف بلدي. هل تحضرين لمجموعة جديدة من المجوهرات لعرضها في عيد المرأة؟ يشرفني تكريم المرأة الجزائرية التي أفتخر بها في جميع البلدان الأجنبية وكنت أحرص دائما أن أمثلها أحسن تمثيل في الخارج. وبمناسبة عيد المرأة قمت بتصميم أنواع جديدة من المجوهرات بمختلف الأشكال والأحجار الملونة وهناك تصاميم خاصة جدا من المجوهرات أعددتها على شكل وردة بها ماسات حمراء كهدية للمرأة وسأعرضها في هذا اليوم وأتمنى أن تلقى إعجاب السيدات.