تعتقد الكثير من النساء أن كثرة التحرك وممارسة مختلف النشاطات بما فيها الرياضة أثناء فترة الحمل تشكل خطورة كبيرة على الجنين، إلا أن أخصائية أمراض النساء تؤكد عكس ذلك بل وتعتبر الرياضة ضرورة حتمية للمرأة خلال فترة حملها ويتعلق الأمر بجملة من الرياضات دون غيرها وأهمها رياضة المشي التي يمكن أن تتوفر لكل امرأة. تخشى العديد من النساء كثرة النشاط في فترة الحمل ما يجعلهن يدخلن في مرحلة من الخمول بحجة الحفاظ على سلامة الحمل من أي طارئ، حيث أكدت بعض من تحدثنا إليهن في الموضوع أنهن لا يمارسن نشاطا كبير إلا بعض أشغال البيت الخفيفة، فيما تقضين كل اليوم ممددات على السرير ظنا منهن أن ذلك يوفر راحة ونموا أحسن للطفل، وهذا ما انتقدته أخريات، حيث تقول فتيحة 55 سنة: «لقد كنت أعمل بكد خلال فترة حملي، وبالكاد أرتاح إلا أنني وضعت أولادي بسهولة وفي كامل صحتهم»، لتضيف وهي تعلق عن كسل بعض النساء خلال فترة الحمل: «إن ظروف الحياة تغيرت وصارت كل ما تطلبه المرأة جاهز ما يجعلها لا تبذل جهدا كبيرا، فيما تتدّلل أخريات ويرفضن أداء ما عليهن من واجبات منزلية رغم أنهن في بداية مرحلة الحمل، إلا أن ذلك ينعكس عليهن بالسلب دون أن يعلمن، فالنساء في القديم كن يمارسن أشغالا خارج البيت وهن حوامل، فتجدهن يزرعن ويحلبن ويجمعن الحطب ويجنين الزيتون وغير ذلك من الأعمال الشاقة، غير أن ذلك لم ينعكس عليهن وعلى أجنتهن إلا بالإيجاب». الرياضة الخفيفة تساعد المرأة على الولادة ورغم تغيّر العصر، إلا أن الحركة بقيت مطلوبة عند الحوامل وعن هذا تؤكد ميمون أخصائية أمراض النساء والتوليد أن ممارسة الرياضة للحامل يعد ضرورة لابد منها، لأن مرحلة الحمل لا تمنع المرأة في أن تمارس نشاطا حركيا، لأن الرياضة مفيدة لكل من المرأة والجنين معا، كما توضح أخصائية أمراض النساء والتوليد أن على المرأة الحامل أن توازن بين النشاط والسكينة وعدم الإفراط في كليهما، حيث تقول المتحدثة: «إن الرياضة الخفيفة مهمة جدا للمرأة الحامل لا سيما تمارين الظهر والرقبة، فهي تخفف عنها الآلام التي يمكن أن تلازم هذين العضوين خلال فترة الحمل»، تضيف المتحدثة عن أهمية الرياضة بالنسبة للمرأة الحامل: «الرياضة مفيدة جدا للمرأة فهي تساعدها على الحفاظ على رشاقة جسمها من جهة، كما تبين أنها تساعدها أيضا على الولادة بطريقة ميّسرة، لأن حركة بعض أعضاء الجسم أثناء الرياضة تساعد الحامل كثيرا على دفع الجنين أثناء المخاض». كما تؤكد ميمون أن مختلف التمارين الرياضية ولو اقتصرت على أشغال البيت فإنها تعد مساعدا جيدا للقضاء على مختلف الأعراض المصاحبة للحمل من الدوار والغثيان والرغبة في التقيؤ، تضيف في هذا الصدد: «عادة ما تصاب المرأة بحالة خوف شديد كلما اقترب موعد الولادة، إلا أن ممارسة الرياضة، وخاصة المشي يعطي المرأة قوة ونشاطا أكثر، كما يساعدها على القضاء على مختلف المشاعر السلبية التي تكتنفها من الحزن والاكتئاب والخوف». هذا ويبقى المشي هو أسهل رياضة يمكن أن تمارسها المرأة أثناء فترة حملها كونه نشاط رياضي بسيط، إلا أن فوائده واضحة جدا، وعن الفترة المناسبة لذلك تؤكد أخصائية التوليد أن الرياضة الخفيفة بما فيها المشي لا تقتصر على فترة من الحمل دون أخرى، فهي مطلوبة طول مدته وفائدتها تتجلى في تنشيط عدة أجهزة حيوية داخل جسم المرأة وأهمها الجهاز التنفسي وتنشيط الجهاز الدموي، كما تعتبر علاجا جيدا لآلام المفاصل. السباحة مفيدة للحوامل بشرط استشارة الطبيب ومن الرياضات التي يمكن للمرأة الحامل ممارستها أكدت المتحدثة أن هناك أنواعا من الرياضات ومن أهمها السباحة شرط أن تمارس بمعدلات معينة يحددها الطبيب المتتبع لحالة الحمل فيما تمنع كل الرياضات العنيفة عن المرأة ومنها رياضة الجري وحتى ركوب الخيل أو الجمل وإن كان ذلك في بداية الحمل وذلك تفاديا لأي انعكاسات على الجنين في حال سقوط الأم.