يعتبر معرض التكوين المهني الذي تم تنظيمه برياض الفتح مؤخرا بمثابة فرصة للعديد من الحرفيين المكونين في مراكز التكوين المهني لإبراز مهاراتهم وعرض منتجاتهم على الوافدين إليه للتعريف بالقدرات التي اكتسبوها خلال تكوينهم في مجال التخصصات التي قاموا باختيارها. ضم هذا المعرض حوالي 35 حرفيا متربصا في مراكز التكوين المهني الموجودة في مناطق مختلفة من الوطن ومتخصصين في مجالات مختلفة يشاركون في المعرض للتعريف بمنتجاتهم، وقد سمح المعرض للحرفيين بإثبات قدراتهم ومهاراتهم التي استمدوها خلال فترة تكوينهم بالمركز، من خلال عرض مختلف المنتجات التي صنعوها وإثبات إمكانياتهم ومهاراتهم في صيانة أجهزة مختلفة، ويعتبر المعرض فرصة لتسويق منتجاتهم وكذا لتشجيعهم على إنتاج الصناعات المحلية، حيث ضم عدة أجنحة مختلفة يعرض بها منتجات محلية متنوعة من أحذية جلدية وحتى تحف مصنوعة من الخشب والحديد وأواني فخارية وأثاث من إنتاج وطني وأوان مصنوعة من الزجاج بالإضافة إلى أن بعض المشاركين في المعرض يعرضون خدماتهم على المقبلين على المعرض من خلال إبراز مهاراتهم في صيانة أجهزة مختلفة، وبدخولنا إلى أجنحة المعرض اقتربنا من أحد المشاركين به وهو جمال الذي وجدناه يعرض خدماته على الزوار حيث يقول: «تكونت في مركز التكوين المهني بباب الزوار، وقد فضلت أن أتخصص في مجال صيانة الكمبيوتر لتكون في يدي مهنة خاصة بعد توقفي عن الدراسة لتعينني في المستقبل، وقد استفدت خلال فترة تكويني في المركز وأخذت خبرة كبيرة في هذا المجال، وقد سمح لي المعرض بإثبات مهاراتي للزبائن الذين يعرضون علي إصلاح العطل في أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم بعد أن أثبت لهم خبرتي في هذا المجال ووضحت للعديد من الزبائن السبب في تعطل أجهزتهم بعد أن أخبروني بالمشكل». أما كريم الذي لم يحالفه الحظ في إكمال دراسته فقد فضل أن يتكون في مجال كانت لديه موهبة فيه وهو صيانة الهواتف النقالة، حيث يقول: «فضلت أن أتكون في مركز التكوين المهني لأمتلك حرفة، لأني لم أتمكن من إكمال دراستي، وقد تمكنت من الحصول على خبرة كبيرة في هذا المجال خلال فترة تكويني في المركز وقد اغتنمت الفرصة عند افتتاح المعرض لأعرف الزوار بإمكانياتي في هذا المجال وأحاول أن أجد لهم سبب العطل في هواتفهم النقالة وأحاول أيضا أن أوزع بطاقة خاصة بي وضعت بها رقم هاتفي ليكون لدي زبائن أعرض عليهم خدماتي مقابل حصولي على الأتعاب». وفي جناح آخر التقينا بشاب تخصص في مجال التصوير بالكاميرا بالإضافة إلى الهندسة الكهربائية وقد مكنه هذا التكوين في المركز المهني من اكتساب مهارة وقدرات في المجال الإلكتروني والكهربائي بالإضافة إلى أن عمله في مصنع خاص بصناعة الأجهزة الكهربائية المحلية جعله يكتسب خبرة كبيرة في صناعة الأجهزة الكهربائية ومن ثم قام بالتقرب من مركز تشغيل الشباب الذي ساعده في فتح ورشة خاصة به وقرر المشاركة في المعرض لعرض منتجاته من أجهزة الكترونية قام بصنعها بمساعدة أصدقاء له حسب قوله، ويضيف «قررت المشاركة في هذا المعرض لأعرف الزبائن بمنتجاتي بالإضافة إلى أن الكثير من الزبائن طلبوا مني أن أصور لهم حفلات الزفاف، لأني أعرض عليهم أسعارا معقولة وفي متناولهم لأكسب ثقتهم، كما أن بعض الزبائن طلبوا مني إصلاح أجهزتهم الكهربائية واشتروا مني بعض الأجهزة الكهرومنزلية التي صنعتها أنا وأصدقائي المتربصين معي في المركز». لم يحصل على عمل بشهادته الجامعية فتعلم حرفة وهناك من المشاركين من أصبحت لديه شهرة بسبب هذا المعرض وهو ما جرى مع عمار الذي وجدناه يبيع القطع الخزفية بزخرفات مختلفة، حيث يقول: «أنا حاصل على شهادة ليسانس في العلوم الاقتصادية ولكني لم أجد فرصة عمل، لهذا قررت ألا أبقى بطالا فتعلمت حرفة في مركز التكوين المهني وقررت المشاركة في هذا المعرض لأكتسب شهرة وأعرف الناس على منتجاتي والكثير من الزبائن أعجبهم ما أصنعه من أوان تستخدم في التزيين وحتى أوان وفناجين منزلية مصنوعة من مواد ذات نوعية جيدة وقد طلبوا مني أن أنجز لهم فازات خزفية لتزيين منازلهم وقد عرضت عليهم تقديم خدمات لهم ومنحتهم رقم هاتفي». تحدى إعاقته وأتقن حرفة النقش على الخشب تقف الإعاقة حاجزا في تحقيق الكثيرين لطموحاتهم، إلا أن هناك من قرر تحدي إعاقته وأن يتكون في مركز التكوين المهني، وهو ما حدثنا عنه سليم الذي تحصل على شهادة في التسيير، ولكن نظرة المجتمع له بسبب إعاقته لم تمكنه من الحصول على عمل وبالرغم من ذلك تمسك بإرادة قوية وقرر أن يتعلم حرفة بالإضافة إلى شهادته وكانت النقش على الخشب، وقد سمح له هذا المعرض لإثبات مهاراته وأنه يملك قدرات تؤهله لتقديم الأفضل، حيث يقول: «تحصلت على شهادة الليسانس في التسيير ولكن أصحاب الشركات كانت لهم نظرة سلبية لي بأني غير قادر على العمل بسبب إعاقتي، ولكني لم أفقد الأمل وقررت أن أتعلم حرفة في مركز التكوين المهني وهي النقش على الخشب وحاولت أن أبدع في منتجاتي لإبهار الزبائن وقد سمح لي هذا المعرض بإبراز قدرات الشخص المعوق وتغيير نظرتهم السلبية له، وقد نالت منتجاتي إعجاب الزبائن، وحاولت أن ألبي حتى طلبات الأطفال الصغار فقمت بصنع دمى خشبية لهم وقد نالت إعجابهم وتمكنت من تسويق العديد من منتجاتي وأنا أطمح لإنشاء مشروع صغير بعد اكتسابي للشهرة من خلال هذا المعرض وأفتح محل صغير بعد أن أتمكن من الحصول على قرض من البنك». وضمت أجنحة المعرض منتجات جديدة من صناعات محلية حاول العديد من الشباب الإتقان في صنعها لتلقى رواجا كبيرا وبتجولنا داخل الأجنحة لفتت انتباهنا معروضات مصنوعة من الصدف فاقتربنا من الشاب الذي أبدع في صنع هذه المنتجات، حيث يقول: «بعد تركي لمقاعد الدراسة قررت أن أكتسب حرفة تفيدني في المستقبل وتخصصت في صناعة الأثاث وحتى التحف المصنوعة من الصدف وقررت المشاركة في هذا المعرض لأعرف الوافدين عليه بمنتجاتي، خاصة أني حاولت أن أضفي عليها نوعا من التجديد وأن أصنعها من مواد أولية جديدة وهي الصدف وكوني من ولاية بومرداس أجلب الصدف من البحر وأصنع منه الأثاث وحتى اللوحات التي تزين بها الجدران وعندما سمعت بافتتاح هذا المعرض قررت أن أعرف الوافدين على المعرض بمنتجاتي، خاصة المقبلين على الزواج فقد طلبوا مني أن أنجز لهم أثاثا مصنوعا من الصدف فقد تمكنت من اكتساب شهرة بفضل هذا المعرض الذي سمح للعديد من الشباب بإبراز قدراتهم». تعلم حرفة يساهم في التخلص من البطالة وهناك من قرر الخروج من شبح البطالة الذي وقع فيه لسنوات طويلة ولم يفقد الأمل مما جعله يتجه إلى مركز التكوين المهني والذي أتاح له الفرصة للتخصص في المجال الذي يفضله ويمكنه من إخراج مواهبه المكبوتة من خلال المنتجات التي يصنعها، وهو ما حدثنا عنه جمال الذي وجدناه يعرض منتجات جميلة مصنوعة من الزجاج بمختلف الألوان والأنواع، حيث يقول: «فضلت أن أتعلم حرفة في مركز التكوين المهني وتخصصت في صناعة تحف من الزجاج ومزهريات بها رسوم ورموز بألوان مختلفة وألبي حتى طلبات الأطفال وأضع على الكأس الزجاجي صورة شخصية لهم أو رسوم متحركة، وقد نالت معروضاتي إعجاب الزبائن وحاولت تلبية طلب حتى المقبلين على الزواج، إذ حاولت صناعة كؤوس ملونة بألوان زهرية مزينة «بالدونتيل» وقد اشتروا مني الكثير منها».وبانتقالنا إلى جناح آخر، لفت انتباهنا منتجات جلدية مطرزة بخيوط ملونة ويقوم العارض بصنعها أمام الزوار الوافدين على المعرض، حيث يقول: «تعلمت هذه الحرفة من مركز التكوين المهني وتخصصت في هذا المجال، لأن المنتجات الجلدية مطلوبة بشكل كبير هذه الأيام وأصنع أحذية وحقائب وحتى سترات جلدية مستخدما جلودا طبيعية ومواد أولية محلية مستمدة من الحيوانات كوبر الجمل وجلود الثعابين التي حاولت الحصول عليها من الصحراء، كون أن أصلي من هناك وحاولت صناعة حتى البابوش المغربي وقد نالت منتجاتي إعجاب زوار المعرض، خاصة الفتيات، لأنهن يسعين وراء الموضة وحتى المغتربين نالت معروضاتي إعجابهم وقد سمح لي المعرض بتسويق منتجاتي بالإضافة إلى أنه سمح لي بالتعريف عن منتجاتي التي أفتخر بإنجازي لها». وخلال تجولنا في المعرض وجدنا منتجات متنوعة من الصناديق مصنوعة من الحديد والمنقوش عليها برسوم مختلفة وهي خاصة بوضع المجوهرات بالإضافة إلى صينية مصنوعة من النحاس ومنقوش عليها وأنواع مختلفة من الحلي المزينة بالأحجار الكريمة المختلفة الألوان حيث يقول العارض: «لم أتمكن من إكمال دراستي، ولكني قررت تعلم حرفة تفيدني في حياتي وقررت أن أتخصص في النقش على الحديد واكتسبت خبرة كبيرة في هذا المجال خلال فترة تكويني في المركز، بعدها قررت اللجوء إلى مركز تشغيل الشباب الذي ساعدني في فتح ورشة صغيرة لصنع منتجاتي وسمعت عن افتتاح هذا المعرض وقررت المشاركة به لأتمكن من تسويق منتجاتي ولأكتسب شهرة وبالفعل مكنني من استقطاب العديد من الزبائن». عارضون صغار وضعوا بصماتهم في هذا المعرض إن ما لفت انتباهنا أيضا في هذا المعرض وجود عارضين صغار السن قرروا أن يمتلكوا حرفة بعد فشلهم في الدراسة وهذا ما حدثنا عنه سمير الذي يبلغ من العمر 17 سنة، والذي وجدناه يعرض أوان فخارية مختلفة الألوان بجناحه، حيث يقول: «قررت أن أمتلك حرفة، وبالفعل تعلمت صناعة الأواني الفخارية في مركز التكوين المهني، لأني أحب هذه المهنة وقد ساعدني والدي في فتح محل صغير أصنع به الأواني الفخارية وأحاول صنعها من مواد أولية ذات نوعية جيدة وبألوان مختلفة لتنال إعجاب الزبائنو وقد اشترى العديد من الوافدين على المعرض من منتجاتي وقد ساعدني كثيرا المعرض في بيع ما صنعته من أواني تقليدية مصنوعة من الفخارو حيث أقبلت عليها الكثير من ربات البيوت اللواتي يستخدمن هذه الأواني التي تتحمل درجة حرارة عالية لطهي العديد من الوجبات في الفرن». شابات عرضن ما جادت به أناملهن ومن جهة أخرى، اغتنمت الكثير من الشابات المتربصات في مراكز التكوين المهني فرصة افتتاح المعرض للتعريف بمنتجاتهن، اقتربنا من أحد الأجنحة فوجدنا شابة تعرض أغطية ووسادات مطرزة بأزهار ورسومات ذات ألوان مختلفة لفتت انتباه الزوار، حيث تقول: «تعلمت الطرز والخياطة في مركز التكوين المهني بالرغم من أني حاصلة على شهادة الليسانس في الأدب العربي، إلا أنني قررت اكتساب حرفة بعد أن فشلت في الحصول عن منصب عمل، وأنا أظن أن الإنسان يجب أن يكتسب حرفة في يده، لأن الصنعة تفيد الإنسان طول حياته وقد ساعدتني أكثر من شهادتي، وقد استفدت كثيرا من تكويني في المركز واكتسبت خبرة كبيرة في التطريز وأنا أقوم بصنع منتجاتي في محل خاص بعائلتي وقررت المشاركة في المعرض لأكتسب زبائن جدد، وقد نالت منتجاتي إعجاب الكثير من الزوار، وتتمثل في فساتين من تراثنا كالجبة القبائلية والزي التقليدي التلمساني المصنوع من خيوط ذهبية وأحاول أن أضع أسعار معقولة وفي متناول الجميع على سلعي وهذا ما جلب لي العديد من الزبونات، خاصة المقبلات على الزواج وحتى ربات البيوت اللواتي عبرن عن إعجابهن بما أعرضه». كما التقينا بشابة تعرض منتجاتها بأحد الأجنحة والمتمثلة في لوحات طبيعية مصنوعة من القماش والحرير جذبت الكثير من زوار المعرض، حيث تقول: «أنا أتمتع بموهبة في الرسم منذ أن كنت صغيرة، ولكني قررت أن أمزج بين التطريز والرسم، فتكونت في مجال التطريز في مركز التكوين المهني الذي اكتسبت منه خبرة كبيرة بعدها قررت أن أرسم على الحرير وعلى القماش وراودتني فكرة في أن أصنع لوحات طبيعية من القماش وأرسم عليها بالإضافة إلى أني أصنع لوحات مصنوعة من أحجار بألوان مختلفة تعبر عن تراث كل منطقة في الوطن وقد نالت إبداعاتي إعجاب الزوار». ولزائري المعرض رأيهم الخاص، حيث عبرت السيدة جميلة عن إعجابها بالمعرض وتقول «أنا مسرورة من تنظيم هذا المعرض الذي يضم منتجات ذات نوعية جيدة وتلبي ذوق جميع الفئات الاجتماعية من أطفال ونساء ورجال ،خاصة وأن هذه السلع من إنتاج وطني وأسعارها معقولة مقارنة بأسعار المنتجات المستوردة». اقتربنا من أحد المنظمين للمعرض والذي أكد قائلا «إن وزير التكوين المهني والتمهين قرر فتح هذا المعرض لتشجيع الحرفيين على صناعة منتجات وطنية وليتيح لهم الفرصة لتسويق منتجاتهم، كما أنه قرر مساعدة المتربصين في التكوين المهني بإقامة مشروع خاص بهم بعد نهاية تكوينهم لتشجيعهم على الإنتاج المحلي وكذا إبراز مهاراتهم التي اكتسبوها خلال فترة تكوينهم، وقد خصص لكل متكون في المركز جناح خاص به داخل المعرض ليعرف الزبائن على منتجاته، وقد حرصنا أن نلبي طلبات جميع الوافدين عليه، وقد عرف المعرض إقبالا كبيرا من المواطنين، خاصة أن أسعار منتجاته معقولة وذات نوعية جيدة».