عاد المنتخب الوطني الجزائري من بعيد وأعاد الإعتبار للشعب الجزائري ولكرة القدم الجزائرية وأسكت الخلاطين بعد فوزه اليوم الخميس على نظيره المالي بهدف لصفر من إمضاء المدافع القوي رفيق حليش، ليحي الخضر بذلك آمالهم مجددا في بلوغ الدور الثاني لكأس الأمم الإفريقية في إنتظار اللقاء الهام والمصيري الإثنين القادم أمام البلد المضيف أنغولا. واستهلت مالي بداية المباراة بصورة قوية عبر الضغط المكثف على منطقة جزاء الجزائر دون تشكيل خطورة حقيقية على مرمى الحارس فوزي شاوشي الذي تألق وكان في يومه، رد الجزائر على هذه السيطرة في الدقيقة 6 بهجمة سريعة قادها كريم زياني الذي كاد أن يخدع الحارس دياكيتي بكرة عرضية مباغتة، لكن كرته ارتطمت بالحارس والعارضة وتحولت إلى ركنية. وعاد زياني مرة أخرى في الدقيقة 24 وأزعج الحارس دياكيتي بتسديدة صاروخية من 25 مترا أبعدها بصعوبة من أمام المرمى، وحاول بعدها الماليون تنظيم الصفوف وشن الهجمات على الجزائر، لكن الدفاع الجزائري كان له بالمرصاد. وشهدت الدقيقة 43 الهدف الوحيد في المباراة لصالح الجزائر من كرة حرة مباشرة نفذها زياني تطاول لها رفيق حليش من بين مدافعي مالي وحولها برأسه في الشباك، وانتهى الشوط على هذا الهدف. وكاد المنتخب المالي أن يعدل النتيجة مبكرة في الشوط الثاني وتحديدا في الدقيقة 52 عبر تونغولا الذي توغل من الجهة اليسرى لمرمى الحارس شاوشي، وسدد كرة قوية بيسراه أبعدها الأخير ببراعة إلى ركنية. رد عليه قلب الدفاع الجزائري حسان يبدا في الدقيقة 57 من تسديدة صاروخية من 33 مترا جانبت قليلا مرمى الحارس دياكيتي، ليتحول اللعب بعدها إلى منتصف الملعب، واعتمد المنتخبان على الكرات الطويلة التي كانت في معظمتها مقطوعة من قبل دفاع المنتخبين. وشهدت الدقيقة 90 فرصة خطيرة لمالي من كرة عرضية متقنة من عمر كانوتيه داخل منطقة جزاء الجزائر تخطت الحارس شاوشي، لكن لم تجد من يتابعها من مهاجمي مالي، وشهد الوقت الإضافي فرصا لكلا المنتخبين دون أن ينجح احدهما في التسجيل، لتنتهي المباراة بفوز جزائري مستحق أسكت به رابح سعدان واللاعبون، الخلاطين الذين حاولوا التأثير على المنتخب دون جدوى، في إنتظار المباراة الفاصلة هذا الإثنين أمام أنغولا. شاوشي يتألق ويذكّرنا بمباراة أم درمان على عكس المباراة الأولى ضد مالاوي، لم يرتكب الحارس فوزي شاوشي أخطاء كثيرة في هذه المباراة واستطاع أن يحافظ على شباكه نظيفة أمام خطورة الهجوم المالي بقيادة كانوتيه وكايتا وديارا، وقد ذكر شاشوي بمردوده اليوم الجميع هنا في أنغولا بالمستوى الرائع الذي قدمه في فاصلة أم درمان، حينما ساهم رفقة عنتر يحي والبقية في إقصاء المنتخب المصري من التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا. يبدة نجم اللقاء وينسينا في لموشية بدون منازع، كان حسن يبدة نجم مباراة اليوم بين الجزائر ومالي، حيث قام بدوره في وسط الميدان على أحسن مايجب، سواء ببناء اللعب أو تكسير هجمات الماليين، ويمكن القول أن يبدة أنسانا في غياب لموشية الذي غادر المنتخب الوطني إلى فرنسا بعدما لم يجد إسمه في قائمة اللاعبين الأساسيين المشاركين اليوم. صايفي خارج الإطار لم يكن اللاعب البديل رفيق صايفي في مستوى التطلعات، حيث لم يقدم ماكان منتظرا منه في العشر دقائق الأخيرة التي لعبها، وأضاع عدة كرات سهلة، كما سقط في أكثر من مرة. ويبدو أن إبقاءه في الإحتياط أتى بثماره حيث قدم الخضر مباراة كبيرة بدونه. متى يدخل عبدون؟ تساءل الكثيرون عن سبب عدم إقحام لاعب نانت الفرنسي جمال عبدون في أي مباراة لحد الآن، حيث كان بإمكان الناخب الوطني رابح سعدان إشراكه في الدقائق الأخيرة، ليكتشفه الجمهور الجزائري من جهة، وليعزز به خط الوسط للحفاظ على النتيجة من جهة أخرى. أرضية الملعب كارثة..كارثة إشتكى لاعبو الخضر كثيرا من سوء أرضية الملعب، ووصفوها بالكارثة، حيث قال لنا زياني عقب نهاية اللقاء أنها كادت أن تعرّض لاعبينا إلى إصابات خطيرة، فيما أكد بزاز أنه تألم كثيرا في اللقطة التي سقط فيها بسبب إلتواء رجله داخل حفرة "حشيش الملعب"، أما القائد منصوري فقال هو الآخر أن الأرضية سيئة للغاية ولا تساعد اللاعبين الجزائريين الذين اعتادوا على اللعب في ملاعب أوروبية كبيرة ذات أرضيات جيدة. شاهد هدف حليش في مباراة الجزائر ومالي من هنا: