الرئيس المصري حسني مبارك في المحكمة مثل حسني مبارك على سرير الطاعة اليوم أمام المحكمة المصرية وتحديدا بأكاديمية الشرطة التي ألقى فيها أخر خطاب له في يوم ذكرى فعاليات أفراح هذا الجهاز الأمني نقل الرئيس المخلوع بهدف محاكمته على الأحداث التي عرفتها ثورة التغيير في مصر وأزاحت حسني مبارك ورموز نظامه. أشك و بلا يقين أن خطر على بال احد منا نحن العرب ومهما كانت تخميناته أو إستراتجيته في الغيبيات أن يبصر بقرة عينه بلا دهشة أو حيرة الرئيس المصري حسني مبارك و هو يجر ويساق على سريره الطبي كي يسأل ويحاكم . لم يصدق الواقعة حتى أكثر المتفائلين الذي كانوا يرسمون سيناريو خيالي للرئيس مبارك ونجليه وهم في قفص الاتهام قبل أيام سبحان الله مقلب القلوب . من كان يتوقع المشهد و المنظر. و عبارة "أيوه يا فندم" أمام قاض المحكمة انه مبارك اللواء الطيار المتعنت الذي حكم جمهورية مصر بقبضة حديدية لا احد يشكك في وطنيته إلا انه مثل أمام المحكمة في يوم مشهود و رفض كل الاتهامات التي نسبت إليه من قبل المدعي العام و مهما يكن فان المؤشرات تؤكد آن المحاكمة ستكون عادلة في حق الرئيس السابق لجمهورية مصر العربية لأنه يحاكم من قبل أبناء جلدته لا أعداء عقيدته كما حصل للشهيد صدام حسين رحمه الله . لكن و مهما بلغت تلك الاتهامات مداها فالرجل على اقل يستحق شكر على المدة التي قضاها كرئيس لأكبر دولة في العالم العربي وما يهم هنا أن تتم المحاكمة أمام محكمة عادية ( وليست العسكرية أو الأستثنائية !؟) كي يأخذ القانون المصرى مجراه الطبيعى فى التهم المنسوبة إليه والى ورثته علاء وجمال و مساعديه السابقين فى محاكمة عادلة تتوفر فيها كل إجراءات الدفاع و بشفافية . صحيح أن الرجل شدد الخناق على الشعب المصري إلى ابعد الحدود و اضحي الفقر سيد أحياء مصر .. صحيح أن سياسة الرجل رجحت الكفة لفيئه عن فيئه أخرى وأصبح شعار طاق علة من طاق هو السيد .... صحيح انه زود إسرائيل بالبترول المصري بثمن رخيص حتى تذكره عند أمريكا بخير . صحيح أن اكبر انجازاته العظيمة تجسيد فكرة الجدار الفولاذي الجدار العازل بين مصر وقطاع غزة يهدف لحماية شذاذ الأفاق اليهود الذين أبدو حزنهم الشديد لمحاكمته ليس رأفة به بل لأنه خدمهم حتى اللحظة الأخيرة إلا أنهم لم ينفعوه بالرغم من تلك الخدمة الجليلة لهم طوال 30سنة من حكمه .. اللهم لا شماتة لان التهم خطيرة و لا يمكن أن تختزل في الغاز أو البترول أو العبارة أو الدم الفاسد بل الملف يبدو أضخم من ذلك و ثقيل بالاتهامات لاسيما الكسب غير المشروع على ذمة الرئيس و أولاده..... اللهم لا شماتة الرجل تجاوز سن 84سنة. محمد عبديش