الترشح للتشريعيات يثير اهتمام و استقطاب الطامحين و الطامعين على حد سواء بشتى مناطق تيسمسيلت وعلى تنوع أحزابها و عروشها، و يكفيك التنقل مساءا لمقهى "علة" بالمخرج الغربي لفيالار لترى العجب في حين يظهر المواطنون كثيرا من التذمر من الطرق المختلفة و الكذب الفاضح الذي بدأ به بعض المترشحين فبعضهم انطلق في حملته الانتخابية من المقابر و الجنائز و ذلك بالتنقل لتقديم التعازي لمجرد سماع خبر وفاة أي شخص كان. من جهة أخرى تجد أصحاب الشكارة يتربصون بالأحزاب، حيث كثرت المناورات من حولها. الأحزاب التي يرى مناضلوها أن نوعيات بشرية لا علاقة لها بالأحزاب ولا بمناضليها ولا بتاريخ النضال فيها، تسعى لإحكام قبضتها على منافذ الترشيحات و هي ممارسات إن تمت، من شأنها التأثير على نتائجها "الأحزاب" في تشريعيات العاشر من ماي 2012 التي ستعرف مراقبة صارمة و حيادا أكدت السلطات العليا للبلاد أنه سيكون حقيقيا و دافعا لترسيخ تقاليد جديدة. لكن ما يجب أن يعرفه الجميع هو أن كسب المواطن و الرهان - بالنسبة للأحزاب و الأحرار - سيبقى مرتبطا بطبيعة المترشحين و يجب أن يبقى بعيدا عن تكرار نفس الوجوه القديمة أو المترشحين الذين لا يحظون بشعبية كبيرة و دون ذكر الأسماء، فإن العديد ممن تقدّموا بملفات الترشح تثار بشأنهم الكثير من الانتقادات سواء لماضيهم في التسيير أو لنفور المواطنين منهم و من مواقفهم التي لم تتفاعل مع مطالب الناخبين بصفة عامة، و الأمر يتعلّق بالعديد من مترشيحي أغلبية الأحزاب و هو ما يهدد أيضا حظوظ الأحزاب التي تأمل في حصد الأغلبية. و لا يقتصر السباق للفوز بالترشيحات على الأحزاب الكبرى و العريقة التي يتناطح أصحاب الشكارة و "المعريفة" كما يقال من حولها، بل يتعداها إلى الكثير من الأحزاب الأخرى التي بدأت تبحث عن مرشحين لها من العيار الثقيل، و هذا ما حوّل ساحة الترشيحات إلى سباق يتبارز فيه القديم مع الجديد و الكبير مع الصغير، هذه الصورة أدت بالمواطن إلى المزيد من الانتقاد لوضعية الأحزاب السياسية الباحثة عن التموقع على حساب السباق الحقيقي الذي يمنح المواطن فرصة الاختيار و التنويع في الاختيار، لكن انطباعات المواطنين تحمل الكثير من التشاؤم بشأن مستوى الترشيحات النهائية التي قد لا تختلف برأي البعض لدى أحزاب معيّنة عن الرداءة التي تكرّست خلال الانتخابات التشريعية لشهر ماي من سنة 2007. فريق ثاني من المترشحين - الراغبين في عهدة أخرى - يدعي العكس ، فرغم أن مستوى تمثيل النواب لولاية تيسمسيلت كان هشا و لم يعكس التركيبة البشرية و الثقافية و الاجتماعية لسكان الولاية ، إلا أنهم متمسكين بإعادة الكرة و الجري من أجل نيل عهدة أخرى، المسألة التي أثارت انتباه الرأي العام، لأنها النقطة السوداء التي ظلت محل انتقاد المواطنين أن غالبية نواب البرلمان بغرفتيه عن ولاية تيسمسيلت كانت غائبة دوما عن الحضور الفعلي في الميدان المسألة - الحضور الدائم و المتواصل ميدانيا - التي لم ينجح أي نائب في المجالس الحالية في تجسيدها . mohvial_m