لم تعد تخلو تصريحات العديد من المسؤولين بتيسمسيلت من التباهي والتشدق بعشرات المشاريع التي استفاد منها قطاع الصحة بالولاية التي ساهمت حسبهم في الرفع من خدمات القطاع ، غير أن الواقع يتحدث عكس ذلك تماما لدرجة أنه - أي الواقع - يدين هذه التعليقات ويصنّفها في خانة الأراجيف المراد منها تسمين التقارير المرسلة للجهات المركزية وحشوها بأرقام وحقائق لا وجود لها في الميدان بغية تفادي – الغضبة الوزارية - ، حقيقة تعكسها حالة التخبط غير المسبوقة التي يشهدها القطاع في الشق المتعلق بقسم الاستثمار في صورة وقوع عشرات المشاريع في دائرة التوقف وغرق أخرى في مستنقع الفشل والعطل من بينها مشاريع توقّفت بها الأشغال دون أن تجد من يعيد الحركية لورشاتها ، فيما لم تغادر بعضها خانة المخططات الورقية ومجسّمات التصميم في مشهد يوحي لك بأن القطاع برمّته تحول الى – مقبرة للمشاريع – ، وبما أن القائمة طويلة وعريضة تلك التي تحمل بين أحشائها الانجازات المتعثرة ونظيرتها المتوقفة ، نتوقف عند المشاريع التي أضحت محل تداول كبير في الوسط السكاني وكثرت بشأنها الأحاديث والتساؤلات كما هول الحال مع مركب الأم والطفل هذا المشروع الذي تراجعت به الأشغال وحوّلته الى شبه جنين غير مكتمل ربما ينتظر اخراجه من بطن التأخر بولادة قيصرية ، يحدث هذا في الوقت الذي حازت فيه السنة المنصرمة2014 ولاية تيسمسيلت الميدالية الذهبية في عدد تحويلات النساء الحوامل الى الولايات المجاورة بسبب انعدام أطباء مختصين في التوليد وأمراض النساء على مستوى المؤسسات الاستشفائية من جهة والضيق الذي تشهده مصلحة التوليد بمستشفى عاصمة الولاية ، وهي نفس الحال التي يتخبط فيها كل من مشاريع عيادة الامراض المزمنة وملحقة معهد باستور ومدرسة الشبه الطبي ووحدات الكشف الصحي ، الى جانب التأخر الفاضح في انطلاق مشاريع أخرى ذات اهمية كبيرة على غرار مستشفى 60 سرير بمدينة لرجام هذا الذي حمل دفتر شروطه أن المقاولة المعنية بانجازه لا ينزل تصنيف شهادة تأهيلها عن الصنف 05 و كذا 240 سرير بعاصمة الولاية الذي لم تر انطلاقته النور بسبب عدم جدوى مناقصته في حين تحدثت مصادر محلية عن سحب مشروع انجاز مستشفى 120 سرير بثنية الحد ، - فيروس العطل نخر أيضا انجازات بعض العيادات المتعدد الخدمات المنتشرة عبر تراب الولاية ، وهي مجمل المشاريع المتعثرة التي خصصت لها الدولة لها مبالغ مالية معتبرة قدّرتها مصادرنا بأكثر من 120 مليار سنتيم ، مبلغ يقول عنه الواقع أنه لم يحقق تطلعات وأماني المواطن التيسمسيلتي الراغب اليوم وأكثر من أي وقت مضى بتدخل السلطات المركزية وعلى رأسها وزارة عبد المالك بوضياف بالوقوف على ما أسماه بحالة – السيبة – التي يشهدها القطاع بما يسمح له بتحديد المسؤوليات ، ولتنوير الرأي العام أجرت – الشروق – اتصالا هاتفيا مع المدير الولائي للصحة أين اعترف بالتأخر في انجاز بعض المشاريع لأسباب وبالمقابل أكد على أن هذه المشاريع فاقت نسبة أشغالها 75 بالمائة وسيتم استلامها مع بداية السنة المقبلة وبحكم حادثة توليه منصب مدير القطاع بالولاية الذي لم يمر عنه سوى 07 أشهر كشف المسؤول الأول عن القطاع عن مساعي مصالحه المتواصلة في سبيل إتمام هذه الانجازات وإخراجها من مربع الفشل الذي قال أنه استوطن بها قبل قدومه