لقاء الجزائر مصر ليس من الشوفينية أن نقول بأننا، إن شاء الله، لن نقصى في القاهرة، حتى لا نقول بأننا سنتأهل، فمن هو العاقل الذي يعتقد بأن الإخوة المصريين سيهزموننا بأكثر من هدفين، اللهم إلا إذا لعبنا بدون دفاع ولا حارس مرمى، أو إذا صدر، في آخر لحظة، قرار من الفيفا يقضي بتوسيع إطار مرمانا وإضافة 30 مترا، أو حتى أربعين، إلى أمتاره السبعة لن يقصينا الأشقاء الفراعنة، إن شاء الله، حتى لو لعبنا أمام مليون مناصر مصري، لأن هؤلاء، ومهما أبدعوا في إنتاج فنون الضغط، المشروعة طبعا، لن ينزلوا إلى أرضية الميدان لتسجيل أهداف أو صد أخرى، ولا أدل على ذلك من أبطال وفاق سطيف في نهاية الثمانينيات الذين قادهم المرحوم لعريبي إلى هزم الأهلي، وما أدراك ما الأهلي، في ستاد القاهرة أمام ما لا يقل عن 80 ألف متفرج، والجميل أن أبناء عين الفوارة كانوا يلعبون حينها في القسم الوطني الثاني. ولن يقصينا الأصدقاء المصريين بوضع بعثتنا في ظروف إقامة غير لائقة، فمصر بلد محترم ومعروف بجود أهله ويمتلك من وسائل الضيافة ما يكفي لضمان أحسن استقبال لوفد شقيق بوزن المنتخب الجزائري.ولن تقصينا الشقيقة مصر بأرمادتها الإعلامية، مهما عظمت، لأن الأصوات الناعقة فيها أقل بكثير من الأصوات العاقلة، و إن بدت من قوة ضجيجها كثيرة العدد والعدة، فهي كالجبل الذي تمخض فولد فأرا.أما آخر ما نخشاه أو يطيَر النوم من أعيننا هو أن يقصينا الأعزاء المصريون بوضع المنومات في شراب لاعبينا أو بوضع السم في طعامهم، ليس فقط، لأن ذلك ليس من شيم شعب عريق وكبير كالشعب المصري، ولكن لأن مسؤولينا لن يفوتهم أن يأخذوا في بعثتنا طباخا ماهرا ومعه ما يكفي لتحضير أشهى الوجبات.أما أخوف ما يخيفنا ويقض مضاجعنا فهو التحكيم الإفريقي، الذي أثبت التاريخ بأن الثقة العمياء فيه غباء، وبأن الحديث عن نزاهته تفاهة وخواء، فإذا كان الحكم الغيني قد حرمنا من هدفين في مباراة رواندا وهو بيننا وفي عقر دارنا، فما الذي سيفعله بنا حكم مباراة مصر وهو في القاهرة وعلى بعد كيلومترات قليلة من مقر الكاف؟فإياكم والتحكيم.. لا ترفعوا أعينكم عن جيوبه، ولا تغيب عن لحظكم حاملة أوراقه، ولا تنطلي عليكم حيلة سمير زاهر مرة أخرى، لأن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.