تتعامل معظم إدارات الجلفة بعبثية كبيرة في استقبال ملفات المترشحين لمسابقات التوظيف، حيث يتم استقبال هذه الملفات دون إعطاء أي "وصل استلام", أو أيّ وثيقة إثبات على إيداع الملف للمترشح, ممّا يعطي الحق للمترشح حق الطعن فيما بعد وهذا ما قد دفع بالكثير من مترشحي المسابقات في التشكيك في مصداقية هذه الإدارات التي ضيعت في كثير من الحالات بعض الوثائق، والتي بسببها ضاعت الفرصة على الكثير من الطلبة المترشحين من المشاركة في مسابقات التوظيف بحجة أنّ الملف غير كامل أو غير موجود نظرا لضياعه دون أن يتحمل أيّ من الإداريين المسؤولية عن هذا الضياع. وفي ذات السيّاق تساءل العديد من المترشحين لمسابقات التوظيف أنه كيف يضمن للمترشح دراسة ملفه دون أن يستلم أي وصل؟! ثم يتساءلون "أليست الثقة في الوثيقة" المستلمة؟! وقد حاولت "صوت الجلفة" أن تسلط الضوء على هذه الظاهرة المتفشية بشكل كبير في إدارات ولاية الجلفة, ولأخذ رأي العديد من المترشحين الذين أصبحوا في حيرة من أمرهم بحكم عدم استدعائهم لهذه المسابقات التي قاموا من خلالها بدفع ملفاتهم نحو الإدارات المعنية في الوقت المحدّد، ولم تعد لهم ملفاتهم بعد إجراء المسابقات التي لم يسمعوا عنها شيئا، ولم يستطيعوا في ذات الوقت أن يطالبوا بملفاتهم في الوقت الذي لا يملكون أيّ دليل مادي أمام هذه الإدارة التي أودعوا بها ملفاتهم. وفي هذا الإطار قامت "صوت الجلفة" بالتأكد من هذه القضية لدى كثير من هؤلاء الشباب المترشح لهذه المسابقات أين أكد أغلبية الشباب الذين التقينا معهم صحة هذا التعامل الإداري اللامسؤول، مشيرين في ذلك أنّ إدارات الجلفة أصبح شعاراتها "حُط وروح"، و"دير النّية"، وإذا طلبت وصلا قيل لك: "ألا تثق فينا؟!" وهو ما جعل بذلك باب الأقاويل مفتوحا على مصراعيه. وقد تحدثت "صوت الجلفة" مع العديد من الشباب خاصة منهم خريجي الجامعات أين أكد أحدهم أنّ إدارات الجلفة غالبا ما تنتهج هذه الطريقة لإبعاد المترشحين عن المسابقات، ولكي تكون على المقاس المطلوب، وبالتالي تتصرف كيف ما تشاء مع الملفات، وأكد شاب آخر أنّ أغلبية المناصب المالية التي تعلن عنها الإدارة محسومة مسبقا ويتم سحب الملفات غير المرغوب فيها بأية حجة ما دام أنّ لا أحد يقع تحت طائلة المساءلة القانونية وليس للشاب الضحية أيّ دليل ملموس يطالب من خلاله بحقه مادام "أنه حطّ ملفه ودار النيّة" وقد يكون ملفه في سلة المهملات منذ اليوم الأول من إيداعه. ويستدلُ بإحدى المسابقات التي ترشح فيها سابقا، حيث يشاع قبل المسابقة أنّ أشخاصا معينين للفوز بمنصب المسابقة، لكنه أراد أن يشارك بالرغم من أنه يملك خبرة المؤهلة للنجاح في المسابقة، إلا أنه فعلا تحصل ألئك الذين تم الحديث عنهم في الكواليس على هذه المناصب، وهذا دليل على أنّ جميع المناصب المالية محسومة مسبقا وفق طريقة إدارة الجلفة، بالرغم من شعارات الشفافية, وأية شفافية التي يحملها بعض المسؤولين في هذه الإدارات والتي يتعاملون فيها باعتبارها مزرعتهم الخاصة، حيث يتم ضياع حقوق الكثير من الشباب المتعطش للوظيفة من خلال هذه التصرفات اللامسؤولة وقد يكون هذا بإيعاز وبتواطؤ مع كبار من المسؤولين في ذات الإدارات ليبقى الشباب ضحايا بيروقراطية إدارة مقيتة ودون أن يلتفت إليهم أحد. وقد سمعنا أيضا حكايات الشباب مع مناصب عرضت للبيع وأخرى وزعت للأقارب، و من جهة أخرى أشار لنا شاب آخر أنّ الرشوة هي المعضلة الأخرى في حالة عدم ضياع الملف في دهاليز الإدارات المتعفنة هذه للحصول على المنصب المطلوب، أضف إلى ذلك المحسوبية و"المعريفة". ولم يجد المترشحون طريقة للتعبير عن سخطهم حول عمليات التوظيف التي تنتهجها إدارات الجلفة سوى أنهم أوكلوا أمرهم إلى الله، وهاهم يدقون ناقوس الخطر أمام الهيئات الوصية "الوزارات" بإلزام الإدارات بالتعامل العقلاني والإداري تحقيقا للمهام المنوطة بها.