أدان الكثير من الجزائريين بشدة ما فعله المواطن الجزائري "حمزة الساسي" الذي ظهر في الصورة وهو يقبل يد الرئيس الفرنسي "فرنسوا هولاند" وقالوا بأنه حالة فردية وشاذة، الرجل أكد في حوار أجرته معه جريدة "الشروق اليومي" على أنه فعل ذلك من أجل وطنه ومن باب حسن استقبال الضيف! رغم أني أرى بأن "الساسي" قد بالغ كثيرا في كلامه وأنه لم يفعل ذلك بقناعة منه إلا أنه لا ينبغي أن نتهمه بالخيانة أو بانعدام الروح الوطنية، إنما يجب أن نشفق على حاله رغم أن ما قام به فعل غير مقبول لا نختلف عليه. لكن لا ينبغي أن نربطه بانعدام الروح الوطنية لأن المؤكد أن هناك أشياء دفعته إلى ذلك ولأن من لا يمتلكون الروح الوطنية هم الذين صعدوا إلى الجبال وسفكوا دماء الجزائريين وهم الذين ينهبون خيرات وثروات هذا الوطن وهم الذين يحترفون التزوير والكذب على المواطنين. وإني أعتقد بأن ما قام به الرجل كان بمثابة رسالة موجهة من طرف مواطن جزائري إلى حكومته بأن الاستفزاز هو الذي يجعل المواطن يفعل أشياء لا إرادية وبأن "الساسي" يمثل نموذجا لمن فقد الأمل والثقة في حكومته ولمن لم يجد الحضن الدافئ في وطنه الذي لا يريد أن يعطيه حقوقه. وأنه على الأقل فعل ذلك على مرأى من الجميع ولم ينافق، أريد أن أقول بأن الشباب لا سيما الذين يحلمون بالعيش في الخارج في حاجة ماسة إلى من يعيد إليهم ثقتهم في أنفسهم وفي حكومتهم وفي وطنهم. وإذا لم نصدق ذلك فسوف نكون كمن يكذب على نفسه ويخفي مرضه عن الطبيب.