احتضن أمس الإثنين فندق الشيراتون الطبعة التاسعة لصالون النظافة الاستشفائية الذي نظمته مخابر ''نوزوكلين'' تحت شعار ''الجرثومة، هو ذا العدو''، وحسب بيان صادر عن ''نوزوكلين''، فإن العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية تؤثر على ملايين المرضى في جميع أنحاء العالم، وتسبب هذه الإصابات أمراضا خطيرة تمدد من مدة بقاء المريض تحت الرعاية وهذا ما يكلف الدولة أعباء مالية إضافية سواء للمرضى وللنظم الصحية على السواء. وتظهر مختلف التحقيقات المنجزة على مستوى الهياكل الصحية حول الأمراض الناجمة عن الجراثيم المنتشرة في الأوساط الاستشفائية، أن نسبة انتشارها على المستوى الوطني تتراوح بين 12 و15 بالمائة، ويأتي هذا النوع من الأمراض في المقدمة متبوعا بأمراض الجهاز التنفسي والجهاز البولي. كما تظهر الأرقام أن أزيد من 5 بالمائة من الجراثيم المنتشرة في الوسط الاستشفائي متعددة المقاومة، مما يزيد في تعقيد المقاربة العلاجية، خاصة وأن هذه المقاومة تزداد خطورة باستهلاك المضادات الحيوية، مما يظهر أهمية إعداد برنامج وطني لمكافحة الأمراض الناجمة عن الجراثيم المنتشرة في الأوساط الاستشفائية، وهذا بهدف وضع برنامج من شأنه تعميم الممارسات الحسنة في مجال النظافة بالمستشفيات، حيث تم تكوين 180 ممارسا في مجال نظافة المستشفيات، ما يمكن من تقييم ومراقبة احترام قواعد النظافة في الوسط الاستشفائي وذلك لمراقبة الأمراض الناجمة عن الجراثيم المنتشرة في الأوساط الاستشفائية على الصعيدين المحلي والوطني. ويحتل التعقيم مكانة هامة في مكافحة الجراثيم الاستشفائية وهذا يتطلب موظفين مؤهلين وهيئة منتظمة ووسائل مادية معتبرة ومناسبة حسب المختصين، لأن تعقيما نوعيا يبقى يشكل تحديا يجب رفعه بالنسبة لكل مؤسسة استشفائية تندرج في إطار مسعى نوعي بالنسبة للعلاج الصحي، وعليه، فإنه من الضروري تعيين مسؤول للتعقيم والإشراف على التكوين المختص للموظفين المؤهلين لهذه المهنة ووضع الوسائل المادية الخاصة . جدير بالإشارة، أن وزير الصحة، جمال ولد عباس، كان قد أشار بخصوص الترسانة القانونية، إلى أنه يجري إعداد مشروعي قانونين يضافان إلى النصوص الموجودة، ويتعلق الأمر بمشروع وزاري مشترك حول كيفيات إتلاف النفايات الناتجة عن عمليات التشريح ومشروع آخر يتعلق بتطهير وتعقيم العتاد الطبي .