أعلنت وزارة الشؤون الخارجية عن إنشاء خلية متابعة للاستفسار عن أي مناصر جزائري تخلف عن العودة إلى أرض الوطن عقب مباراة القاهرة، في الوقت الذي لا تزال فيه الدولة الجزائرية متمسكة بتصريحات حول تفنيد خبر وجود قتلى لمناصري الخضر بالقاهرة، من جهتها لا تزال السلطات المصرية متحفظة حول الموضوع وعدم إصدار أي قرار رسمي يؤكد عدم وقوع ضحايا جزائريين في أحداث القاهرة. يحدث هذا في الوقت الذي يتداول فيه الشارع الجزائري أخبار حول نقل 6 جثث لجزائريين من مصر يعتقد أنهم سقطوا ضحايا للتعصب المصري في أحداث القاهرة، وحسب نفس الحديث فقد نقلت الجثث عبر طائرة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية من مطار القاهرة إلى مطار هواري بومدين. وقد سبق وأن صرح سفير الجزائر عبد القادر حجار عن عدم وقوع أي ضحية جزائرية في أحداث القاهرة، عكس ما أدلى به شهود عيان للصحافة الجزائرية. وحسب محللون سياسيون فإن تصريحات حجار جد متحفظة، من خلفها حقائق خفية، كمبادرة لتهدئة الوضع بين البلدين، ويبدو واضحا من كلام نفس المسؤول أنه أخفى حقائق لأسباب أمنية وديبلوماسية. وقد سبق لحجار أن صرح بأنه لا يزال لحد اللحظة يدافع عن العلاقات المصرية الجزائرية في قوله "من العيب والسخف أن أسمع بعض الإعلاميين أو البرلمانيين المصريين يشير إليَّ بأصابع الاتهام ويحملني المسئولية، الصحيح هو أنني حتى هذه اللحظة مازلت أدافع عن تاريخية وخصوصية العلاقات المصرية الجزائرية".، ويبدو أن حجار قد استفزه المصريون لدرجة أنه قال "سارعت إلى نفي سقوط قتلى جزائريين في القاهرة وخاطبت وسائل الإعلام المصرية والجزائرية وطالبت الجميع بالهدوء وفعلت كل ما بإمكاني لوقف هذا التعصب الأعمى وأكدت أنه لا يجوز تجاهل التاريخ لمجرد مباراة في كرة القدم"، وهذا تعبير صارخ على أنه يوجد تجاوزات من قبل المصريين في حق الجزائريين لكن العلاقة بين البلدين أهم بكثير، حتى أن استدعى الأمر بالتستر على التصريح بوجود قتلى. وعن نقل جثث إلى الجزائر فقد فند حجار الخبر مستطردا:" إن ما تردد عن نقل ست جثث إلى مطار هوارى بومدين بالجزائر غير صحيح"، وقال: "إن نقل أى جثث يتطلب إجراءات تشرف عليها السفارة الجزائرية والقنصلية التابعة لها.. لم يتم تسجيل مثل هذه الإجراءات"، وقال نفس المتحدث بأن مصالحه تابعت بدقة ما تناقله الأنصار موضحا:" إن رجال السفارة الجزائرية ذهبوا إلى المستشفيات المصرية عقب تلقيهم بلاغات من جزائريين بوجود قتلى فلم يجدوا أى شىء". ويبقى الرأي العام الجزائري في حيرة حول هذا الغموض وتضارب التصريحات والشهادات، في محاولة لاحتواء الوضع والتهدئة وحماية العلاقات الثنائية بين البلدين من التدهور، في الوقت الذي يشن فيه المتعصبون المصريون حملة شرسة ضد الجزائريين وطعن كرامتهم والمطالبة بقطع العلاقات وطرد السفير الجزائري من مصر ومقاطعة كل ما هو جزائري. وقد تناقلت وكالات الأنباء خبر رحيل 300 مصري من الجزائر بطلب منهم، وصلوا القاهرة عصر اليوم، وكان من بين العائدين 46 مصريا من العاملين بشركة أوراسكوم بالجزائر.