قال وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل أمس (الجمعة) إن منتجي الغاز يريدون في نهاية الأمر أن يحدد سعره عند مستويات مماثلة للنفط. وأبلغ الصحافيين في لندن «سنعمل على ذلك... هذا هو الهدف النهائي». والهدف هو تحقيق التناغم بين أسعار الطاقة فتتكلف كمية من الغاز مثل ما تتكلفه كمية مكافئة من النفط. وقال خليل إن الجزائر كانت تبيع عقود غاز طويلة الأجل بسعر سبعة دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في الأشهر القليلة الماضية ولم يطلب عملاء الغاز من الجزائر خفض الأسعار أو الكميات. والجزائر مورد رئيسي للغاز لأوروبا وقوة ضاربة داخل منظمة البلدان المصدرة للبترول (اوبك). على صعيد متصل، قال وزير الدولة القطري لشئون الطاقة محمد صالح السادة يوم أمس الأول إن بلاده لا تخطط لخفض إنتاج الغاز في مسعى لدعم الأسعار العالمية. وتعتزم الجزائر وهي مصدر كبير للغاز عبر خطوط الأنابيب أن تطلب من كبار المنتجين الآخرين وقف إغراق الأسواق الفورية بكميات إضافية من الغاز الطبيعي عندما يجتمعون الشهر القادم. لكن قطر -أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم- تعتزم مواصلة الإنتاج وتتوقع انتعاش السوق خلال سنوات قليلة. وقال السادة للصحفيين ردا على سؤال بشأن وجهة نظر الجزائر القائلة بأنه ينبغي لكبار مصدري الغاز خفض الإمدادات إلي السوق الفورية لدعم الأسعار «مشروعاتنا طويلة الأجل.. بين 20 و25 سنة وهي مرتبطة بأسعار النفط». وأضاف قائلا على هامش منتدى قطري في باريس «لا يمكننا خفض الكميات المتعاقد عليها. «سنواصل زيادة الإنتاج... نعتقد أنه خلال العامين أو الثلاثة القادمة سيكون هناك نقص في الغاز ونعتقد أن الطلب سيزيد ولهذا قررنا الاستثمار في الغاز لتزويد العالم بالإمدادات». وهوت أسعار الغاز الطبيعي المسال في السوق الفورية العام الماضي إلى حوالي أربعة دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية من مستويات قياسية بلغت حوالي 22 دولارا في 2008. ويقول محللون أن الطلب ينتعش وان مستوردين جددا بدؤوا يدخلون السوق لكن زيادات كبيرة في الطاقة الإنتاجية من المرجح أن تبقي وفرة في المعروض بسوق الغاز الطبيعي المسال في السنوات القليلة القادمة. إلى ذلك، قالت منظمة أوبك أمس (الجمعة) إن متوسط أسعار سلة أوبك القياسية واصل الارتفاع ليصل إلى 77.03 دولارا للبرميل يوم الخميس من 76.90 دولارا للبرميل يوما الأربعاء. وتضم سلة أوبك 12 نوعا من النفط الخام. وهذه الخامات هي خام صحارى الجزائري وجيراسول الأنجولي والإيراني الثقيل والبصرة الخفيف العراقي وخام التصدير الكويتي وخام السدر الليبي وخام بوني الخفيف النيجيري والخام البحري القطري والخام العربي الخفيف السعودي وخام مربان الإماراتي وخام ميري الفنزويلي وأورينت من الإكوادور. وحاول النفط الأميركي البقاء فوق مستوى 81 دولارا للبرميل مع ارتفاع مزيج برنت بأكثر من دولار لفترة قصيرة إذ حدت المخاوف من استمرار تعثر الانتعاش العالمي وضعف الطلب على الخام من أجواء الثقة بعد اتفاق لمساعدة اليونان المثقلة بالديون. ووافق زعماء منطقة اليورو على إقامة شبكة أمان لليونان بمشاركة صندوق النقد الدولي في وقت متأخر أمس الخميس وهي خطوة انتشلت اليورو من أدنى مستوى له في عشرة أشهر وأنعشت شهية المشتثمرين للأصول التي تنطوي على قدر أكبر من المخاطر ومن بينها السلع الأولية. وقال المحلل في كوميرتسبنك كارستن فريتش «ساهمت صفقة الاتحاد الأوروبي في زيادة الإقبال على المخاطرة وضعف الدولار وبالتالي زيادة أسعار الطاقة». وانتعش اليورو أمس (الجمعة) من أدنى مستوى له في عشرة أشهر مقابل الدولار بعد الاتفاق لكن الخطة لم تهديء المخاوف طويلة الأجل بشأن اليونان والاقتصادات الهشة الأخرى في أوروبا مما حد من تحركات السوق. وبحلول الساعة 11:26 بتوقيت غرينتش ارتفع سعر عقود النفط الخام الأميركي الخفيف لتسليم مايو/ آيار لأول مرة في ثلاثة أيام لتقفز فوق 81 دولارا للبرميل مرتفعا 73 سنتا إلى 81.26 دولارا. ولامست أسعار عقود مزيج النفط الخام برنت في لندن 80.68 دولارا قبل أن تتراجع إلى 80.49دولارا.