أوضح وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل أن العلاقات بين الجزائر وبريطانيا لا تنحصر في بيع الغاز للسوق البريطانية فحسب، بل تتجاوز إلى التواجد المباشر لمؤسسة »سوناطراك« في هذه السوق، وربط شكيب خليل إنشاء »أوبك للغاز« بموافقة قطر وروسيا باعتبارهما من أكبر منتجي ومصدري الغاز في العالم. قال وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل إن العلاقات بين الجزائر وبريطانيا» لا تنحصر في بيع الغاز للسوق البريطانية فحسب ، بل تتجاوز إلى التواجد المباشر لسوناطراك في هذه السوق«، بعد أن تم التوقيع على عقد إطار بينها وبين وبريتيش بتروليوم حول إنشاء شركات مختلطة لتزويد السوق البريطانية بالغاز المميع الجزائري. وجاءت تصريحات الوزير خلال زيارة التي قام بها على رأس وفد هام يضم مسؤولين سامين من الوزارة، ومن سوناطراك، ومن وكالة تنظيم المحروقات، وشركة »نيو أنرجي ألجيريا« والوكالة الوطنية لترقية وترشيد استعمال الطاقة إلى بريطانيا ، وذلك بدعوة من نظيره البريطاني كاتب الدولة المكلف بالطاقة والتغير المناخي أيد ميليباند، حيث من المنتظر أن تقود المباحثات بينهما رصد آليات أفاق تطويرها. وتوسعت العلاقات بين الجزائر وبريطانيا بعد عملية بيع الغاز في السوق البريطانية إلى التواجد المباشر لسوناطراك بهذه السوق عقب التوقيع سنة 2003 على عقد إطار للتعاون بين »سوناطراك« و»بريتش بتروليوم« حول إنشاء شركة مختلطة لتزويد السوق البريطانية بالغاز الطبيعي المميع الجزائري انطلاقا من نهائي إعادة التغويز لمنطقة أيل أوف غراين بالضاحية اللندنية. وقد سمح هذا الاتفاق للشركتين بتزويد بريطانيا سويا بحوالي 5 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المميع أي ما يعادل 5 بالمائة من حاجيات السوق البريطانية، كما أن لمؤسسات البترولية البريطانية »بريتيش بتروليوم« و»بريتيش غاز« تتواجدان بالجزائر في مجال استغلال وإنتاج المحروقات منذ عدة سنوات، فبمنطقتي عين صالح وإيليزي تستثمر بريتيش بتروليوم ما لا يقل عن 4 ملايير دولار، كما حازت شركة »بريتيش غاز« في إطار أول إعلان عن مناقصة نشرته الوكالة الوطنية من أجل تثمين موارد المحروقات في جانفي 2009 على عقد متعلق بالبحث واستكشاف على محيط قم العسة الواقع جنوب غرب الجزائر. وفي سياق آخر، قال وزير الطاقة شكيب خليل، أمس، من العاصمة البريطانية لندن إن منتجي الغاز يريدون في نهاية الأمر أن يحدد سعره عند مستويات مماثلة للنفط، معتبرا ذلك الهدف النهائي والمتمثل في تحقيق التناغم بين أسعار الطاقة فتتكلف كمية من الغاز مثل ما تتكلفه كمية مكافئة من النفط. وذكر خليل بالسعر الذي كانت الجزائر تبيع به عقود غاز طويلة الأجل، حيث قدره بسبعة دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في الأشهر القليلة الماضية ولم يطلب عملاء الغاز من الجزائر خفض الأسعار أو الكميات. وبخصوص إنشاء تكتل غازي على شاكلة »أوبك«، وردا على سؤال حول احتمال إعلان الدول المنتجة والمصدرة للغاز عن ذلك على هامش القمة الدولية حول الغاز التي ستنعقد في 16 أفريل المقبل بولاية وهران، علق وزير الطاقة قائلا للإذاعة الوطنية إن »إنشاؤه مرتبط بموافقة قطر وروسيا وبدونهما لا أظن أنه باستطاعتنا الوصول إلى نتيجة « باعتبارهما من أكبر منتجي ومصدري الغاز في العالم. في هذا السياق، اشترط الوزير أن يكون هناك إجماع وتوافق واتخاذ قرار جماعي قوي، مضيفا بالقول »في كل الأحوال إن قرار إنشاء أوبك للغاز مرتبط بكبار المصدرين قبل كل شيء ونحن لسنا منهم«، وبالمقابل أبدى خليل استعداد الجزائر لتبني إستراتيجية بخصوص هذا القرار المرتبط بموافقة وزراء الطاقة في بلدان المنتدى.