يعتبر الحاج عاشور مدور، ابن مدينة بونة ، حرفي مختص في صناعة الفضة في طابعها العصري، بورشته الخاصة التي افتتحها عام 1974، فهو صاحب 45 سنة عمل بهذا المجال؛ كونه بدأ مزاولة هذا النشاط الذي اكتسبه عن ابن عمه عام 1965 . فصاحب 45 خبرة في هذه الصنعة، تمكن من التميز و الإبداع فيها من خلال استعماله ل "الجوهرة" في صناعة مختلف حلي المرأة ، ابتكار أنواع جد نادرة للحلي الذي تميل له حواء بنسبة كبيرة إضافة إلى أن الحلي الذي تبدع فيها أنامل الحاج عاشور تجدها متينة و جد محكمة . الحاج عاشور و لأجل زبائنه، يقوم بشراء الفضة إما من طرف المواطنين أو من قبل المؤسسة الوطنية AGNOR، ثم يقوم بتذويبها لإعادة إحيائها من جديد في أشكال متميزة و جذابة، من خلال استخدام العديد من الأدوات الواجب توفرها على غرار الدباسة، المبرد، المقص ، الشعلة و غيرها من الوسائل، ليتحصل في الأخير على أنواع مختلفة و متعددة لأنواع الحلي الذي تتزين به المرأة و التي من بينها " المشرف، البزيمة، المناقش بالجوهرة، البلطة، الخلالة، أساور الشباك و الخواتيم،..". للتذكير، فإن الحاج عاشور مدور له عدة مشاركات بمختلف ولايات الوطن سواء تلك التابعة لمديرية الثقافة لولاية عنابة أو الخاصة بغرفة الصناعات التقليدية، حيث جاب جل ولايات الوسط،إضافة إلى تندوف، تمنراست، جيجل، مردفا قائلا: " من خلال جولاتي في مختلف ولايات الوطن و انضمامي لعديد المعارض فإن الإقبال كان بكثرة من ولايات عنابة، تمنراست وسطيف" . الأسعار معقولة و النساء أكثر إقبالا على " الخمس الصغيرة"، الأساور" و "القيراطان" لاحتوائها على حلي الجوهرة و طابعها العصري الجذاب. الحاج عاشور و لإعطاء قيمة أكبر لهذا الحرفة، قام بتدريب و تعليم أبنائه هذه الصنعة حفاظا عليها من الزوال. إلا أنه هذا العام، سطرت وزارة المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و الصناعات التقليدية بالتنسيق مع غرفة الصناعات التقليدية لولاية عنابة برنامجا – يضيف السيد عاشور- مفاده القضاء على البطالة و إدماج الشباب في عالم الشغل من خلال إرسال مجموعة من طلاب التكوين المهني إلى ورشة الحاج عاشور لأجل التمرن على الحرفة و المحافظة على الصناعات التقليدية.. لتبقى مهنة في اليد خير من ميراث الأجداد.