استضاف مركز ساوثبانك على ضفة نهر التيمس بلندن أمسية شاركت فيها الشاعرة الأمريكية الفلسطينية سهير حماد وفريق "تشويش" الفلسطيني. كانت هذه المرة الأولى التي شاركت فيها سهير حماد القادمة من بروكلين في الولاياتالمتحدة في عرض مع فريق تشويش القادم من رام الله في الضفة الغربية. جاء العرض ضمن المهرجان الدولي للشعر لعام 2010 الذي يُقام كل عامين. وركز المهرجان هذا العام على شعر وشعراء الشرق الأوسط وقال المسؤولون عن المهرجان انه منبر للفنانين الذين لا يقدمون أعمالهم في العادة الى جمهور غير عربي. وحملت دورة المهرجان هذا العام شعار "تخيلوا السلام" وذكرت ريتشيل هولمز صاحبة فكرة الشعار ان الامر ينطبق على نحو سواء على الناس الناس في بريطانيا وفي الشرق الاوسط. وقالت قبل عرض سهير حماد وفريق تشويش "الدافع والالهام الآخر للمهرجان كان التفكير في تجربة الحياة في ظل الحرب وظروف حرب كما هو حالنا هنا في بريطانيا. لكن ليس العيش في الحرب والحرب لا تؤثر على نحو مباشر قي حياتنا اليومية. واعتقد ان هذه من أكثر التجارب إثارة للغضب وهي مختلفة جدا عن تجارب وأشعار الحرب التي ولدتها الحروب المختلفة حيث الاحتلال والقنابل التي تتساقط في فنائنا الخلفي وشوارعنا." وللشرق الاوسط تاريخ طويل مع الشعر يمتد منذ العصور السابقة على الاسلام الى العصر الحالي. وذكرت ريتشيل هولمز ان تجربتها خلال مهرجان الشعر الفلسطيني أوحت اليها بالاحتفاء بشعراء الشرق الاوسط واعمالهم. وقالت "ومن الامور التي ظهرت ومن الاسباب التي دفعتنا لتنظيم هذا المهرجان انه داخل سياق عربي لثقافة عربية ولا اعني داخل حدود قومية فحسب. لكن الشعر جزء كبير جدا من كل شيء وجزء لا يتجزأ من ممارسة الحياة اليومية وهذا ينطبق على بروكلين مثلما ينطبق على بيت لحم. وأيا كانت طريقة فهم الادب او الشعر في تقاليد أخرى فهو ليس كثير الانتشار. الشعراء الموجودون هنا.. لانهم جميعا شعراء.. فهذا هو ما يحرك حياتهم. ولكنني اعتقد ان ما نحاول أن نفعله هو اظهار اهمية هذه التقاليد العظيمة." وذكرت سهير حماد انها لا تضمن اعمالها أي رسائل لكن الامر يرجع الى المتلقي في استنتاج المضمون كما عبرت عن سعادتها لتوجيه الدعوة اليها للمشاركة في المهرجان كفنانة. وقالت "يسعدني ان اكون هنا. نحن على ضفة النهر. من الطبيعي عندما تكون في أي مكان على ضفة النهر أن تظهر الجنسيات ويحدث تبادل للثقافات. النهر مكان طبيعي في اعتقادي نتواجد فيه كلنا سويا. وانا ممتنة جدا للمهرجان. انه "نوجية الدعوة الى فنانين فلسطينيين" ليس في واقع الامر ضوءا يسلط على حدث يشارك فيه فلسطينيون بل يصبح الامر سياسيا او قرارا ينبغي الدفاع عنه. "لكن" أن تدعى الى هنا دون أن يكون ذلك جزءا من الحديث وان تدعى من اجل عملك شرف نستحقه كفنانين عاملين ولهذا نحن سعداء لوجودنا هنا." ويستخدم فريق تشويش الفنون المرئية والمسموعة في التعبير الفني.. وأعمال الفريق ليست من الشعر المكتوب بالكلمات بل شعر بالمعنى المجرد والمجازي. وقال ماك بويكت عضو الفريق المقيم في رام الله "الالهام بيجي أكثر شيء من.. هو أول شيء بيجي من كل شيء. يعني كل شيء بحياتي بيؤثر في وبيخليني أشتغل في طريقة معينة. فيه علاقة سببية. يعني كل شيء بيؤثر في اللي بعده. بس أكثر شيء بيعطينا الالهام ونشتغل هو الوضع اللي احنا عايشين فيه. بيخلينا نستقبل. بيصير.. احنا بدنا نرسل.. فالواحد بيصير يعني عنده.. فيه ضرورة.. يعني الواحد انه يعبر عن حاله.. ضرورة أنه يحكي اللي في رأسه.. يحكي اللي في قلبه كمان. فهاي هي.. من هون تيجي." ولاقى عرض سهير حماد المشترك مع فريق تشويش استحسان الجمهور الذي صفق وهتف له بحماس. أسس الشاعر تيد هيوز المهرجان في لندن عام 1967 وهذه هي دورته الحادية والعشرين. ويقول المنظمون انه يلاقي اقبالا جماهيريا كبيرا. ويشارك في الدورة الحالية شعراء من اكثر من 30 دولة.