كشف أمس، الروائي و الناقد الأدبي "دومينك فرننداز" (Dominique Fernandez) عن ترحاله و تجواله نحو الكثير من أقطار العالم التي ابتدأها من إيطاليا ، أين غير فيها مجال تخصصه حيث درس بمدينة نابولي وفيها اكتشف روعة البحر الأبيض المتوسط، هذا قبل أن يكتب ابن مدينة باريس عام 1929 أولى رواياته و هو ابن 11 ربيعا. مؤكدا أنه زار الجزائر قبل اليوم ثلاث مرات، كاشفا أمام الحضور أنه بصدد تأليف كتاب حول المواقع الأثرية الرومانية في الجزائر على غرار جميلة بسطيف وتيمقاد بباتنة وغيرهما. وقد صنف "فرننداز" أعماله إلى ثلاثة أصناف يندرج الصنف الأول في العمل الروائي، والثاني في المقالات والكتابات الأدبية في حين يوجد صنف ثالث من الأعمال له علاقة بفرننداز المسافر، الذي قضى حوالي 20 سنة من حياته يسافر مما سمح له باكتشاف طبائع أخرى وشعوب لها تقاليد مغايرة. هذا، كما استعرض المسافر و الكاتب "فرننداز" أمام طلبة اللغات الأجنبية الذين اكتظت بهم قاعة المحاضرات مولود قاسم نايت بلقاسم بالمجمع الثاني بالباز بسطيف عن عضويته بالأكاديمية الفرنسية منذ مارس 2007، مصرحا أن هذه الأخيرة أنشات سنة 1635 وأنها تبحث دائما تطوير اللغة الفرنسية وإثرائها، و أكد بأن اللجنة المكلفة بالعمل تتشاور حول كل كلمة أو مصطلح جديد لمدة من الزمن قبل الخروج بقرار نهائي، كاشفا بأن اللغة الفرنسية عرفت 40 ألف كلمة جديدة، تتعلق في الغالب بمصطلحات خاصة بالطب والبيولوجيا والإعلام الآلي وغيرها، كما قال بأنه يتم حذف كلمات أخرى قديمة، لأن اللغة حسبه تتغير مع تاريخ الشعوب وتطورها الاجتماعي والعلمي. الجدير بالذكر، أن المحاضرة التي ألقاها الروائي "دومينيك" حضرها إضافة إلى رئيس جامعة فرحات عباس البروفيسور "شكيب أرسلان باقي"، مدير المركز الثقافي الفرنسي بقسنطينة الذي توجه بالشكر للجامعة على حسن استقبالها، معربا عن سعادته وهو موجود في رحاب جامعة فرحات عباس التي تعد منبرا من منابر العلم والمعرفة بالجزائر. للإشارة، فإن المحاضرة لقت صدى كبير وسط الحضور خصوصا الطلبة الذين وجهوا سيلا من الأسئلة المتعلقة بجوانب متعددة كمواقفه إزاء بعض الأحداث التاريخية، وأعماله الأدبية ومنها آخر رواياته "رامون"، التي كتبها عن والده، بعد 50 سنة من وفاته وغيرها من الأسئلة التي تقبلها الضيف بصدر رحب، معربا عن سعادته البالغة بحجم الاهتمام، مؤكدا أنه سيكون سفيرا عن المستوى الذي وجد عليه طلبة جامعة فرحات عباس بسطيف من خلال حديثه إليهم.