لشهر رمضان في العراق، كسائر بلاد المسلمين، طعم خاص. حيث يبدأ الناس بالتحضير لهذا الشهر الكريم من خلال تجهيز المساجد لاستيعاب المصلين، الذين تعج بهم المساجد في هذا الشهر أكثر من أي وقت آخر. ويبادر الناس إلى شراء المواد الغذائية التي يحتاجونها في وجبات إفطارهم وسحورهم، والتي تشتمل عادة على المواد الغذائية الأساسية، إضافة إلى الحلوى، والعصائر، الخ .والملفت في رمضان أهل العراق، أن نسبة كبيرة منهم يلتزمون بتعاليم هذا الشهر الكريم من صيام، وقيام، وتلاوة للقرآن الكريم، فتجد ذلك حتى بين صغار السن ممن هم دون سن التكليف، إذ يحرص أولياؤهم عادة على أمرهم بالصيام وغيره من العبادات تدريبًا لهم على العبادات في صغرهم .من بين العادات التي يمارسها العراقيون في ليالي رمضان هي لعبة "المحيبس" التي تضم فريقين من الرجال، يقوم أحد أفراد الفريق الأول بإخفاء خاتم بإحدى يديه، فيمد جميع أفراد الفريق أيديهم مقبوضة، ليحزر أحد أعضاء الفريق الآخر في أي يد يوجد الخاتم، فإن نجح في ذلك أخذ الخاتم لفريقه ليقوموا بنفس العملية. تتخلل هذه اللعبة تناول المشروبات المرطبة، والحلوى التي تعد خصيصًا لمثل تلك الليالي الرمضانية، كما تخصص للفريق الفائز هدايا معينة ،كما نلاحظ كثرة الزيارات بين الجيران والأقارب في ليالي رمضان، يتناول خلالها المتزاورون أطايب الطعام، وأنواع الحلوى، ومختلف العصائر. ومما اعتاد عليه العراقيون في شهر رمضان، جلسات الإفطار الجماعية التي تلم شمل الأقارب، فيجلس الرجال في مكان والنساء في مكان آخر لتناول وجبات الإفطار،ويشد انتباه الداخل إلى المساجد العراقية لأداء صلاة التراويح كثرة المصلين من مختلف الفئات العمرية، وخاصة الشباب والأطفال، وهذا يشير إلى الصحوة الإسلامية التي يشهدها أهل هذا البلد في العقدين الأخيرين .أما في الثلث الأخير من شهر رمضان، يستعد الناس لاستقبال عيد الفطر من خلال تزيين البيوت لاستقبال الأقارب والأصدقاء. ويتم أيضًا تجهيز ألعاب الأطفال في الساحات والحدائق. ناهيك عن إعداد الحلوى، والعصائر، والمكسرات التي تقدم للضيوف والزوار.