اختار عبد العزيز بلعيد مرشّح جبهة المستقبل ولاية عين الدفلى لتكون المحطة الثالثة لمباشرة حملته الانتخابية وعرض برنامج ومختلف محاوره الرئيسية تحت شعار (وفاء لماض مشرّف... تطلّع لمستقبل مشرق)، مركّزا على ضرورة الانتخاب باعتباره وسيلة سلمية ديمقراطية وممارسة حضارية لا يمكن التخلّي عنها لأن الصندوق هو الكفيل الوحيد بإرساء دعائم دولة القانون. تميّز استقبال المرشحّ بلعيد بقاعة (عبد الحميد بن باديس) بجو حماسي صنعه شباب المنطقة والمنتمون إلى اتحاد الطلبة الجزائريين الذي ترجم دعم مرشّح الشباب وإتاحة الفرصة لجيل الاستقلال لصنع مسار جديد للدولة الجزائرية الحديثة وصون أمن واستقرار البلاد واستقلالها الذي جاء بتضحيات جسام. واسترسل بلعيد في خطابه الانتخابي على فئة الشباب التي أخذت حيّزا كبيرا باعتباره القوة الدافعة لأيّ تطوّر، والذي أضحى -حسبه- رهين شبح البطالة والتهميش وغياب التأطير بالرغم من الإمكانيات والكفاءات التي خرّجتها الجامعات الجزائرية، داعيا إلى إتاحة الفرصة للشباب وإنصافهم للمساهمة في التنمية الاقتصادية. ولم ينكر المترشّح الإنجازات المحقّقة والمكاسب التي تمّ تحصيلها، إلاّ أن ما تمّ تحقيقه لا تترجمه المصاريف التي رصدت، داعيا إلى تثمين الكفاءات الوطنية التي أينعت من المدرسة الوطنية وإعادة هيكلة النّظام التعليمي ليكون أكثر مرونة وتنوّعا وارتباطا بعالم الشغل وأكثر انفتاحا على اللّغات الأجنبية ومواكبة مستجدّات التقدّم العلمي والتكنولوجي والتكيّف مع الظروف والتغيّرات بتشجيع التفكير العلمي ومحاربة الدجل والأفكار المسبقة والشعوذة والعادات والتقاليد البالية والاهتمام بالجانب الرياضي. كما دعا بلعيد إلى اختيار المستقبل الزّاهر الذي لا يصنع إلاّ بسواعد شباب الجزائر وترك الصندوق السيّد الفيصل لاختيار التغيير والتجديد وتكريس التداول على السلطة والخروج من العتمة والرّوتين السياسي الذي تعيش الجزائر ورسم المسار التشاركي لبناء الجزائر. وكان عبد العزيز بلعيد قد شدّد مساء الاثنين من البليدة على ضرورة تغيير الجزائر إلى الأفضل لمواكبة العصر القوي، أهمّها الاقتصادية والاجتماعية، مؤكّدا أن مشكل الجزائر مشكل الرّجال، وأن المسؤولية في البلد تباع وتشترى. ودعا المترشّح إلى بناء عدالة ديموقراطية وحقيقية في الولاية التي عانت الكثير من ويلات سنوات العشرية السوداء. ووعد المترشّح ذاته بأنه سيجسّد آليات حديثة للحكم الرّاشد على مستوى الدولة التي تضمن الشفافية في تسيير شؤون البلاد على الخصوص في مجال التسيير الاقتصادي. كما طرح مترشّح الرئاسيات 17 أفريل سياسة شاملة وطموحة اتجاه الشباب لخلق الشروط الملائمة لترقية هذه الشريحة من المجتمع وحمايتها من الانحرافات الخطيرة التي تهدّد الجزائر، على حد قوله. كما أكّد أصغر المترشّحين عبد العزيز بلعيد أن من أولوياته التي يصبو إلى تحقيقها هي العدالة في جميع المجالات الاجتماعية من خلال ضمان تكافؤ الفرص بين جميع المواطنين للمجافظة على سلامة الأمّة الجزائرية ووحدتها المجسّدة في تنوّعها، إضافة إلى تجسيد استقلالية حقيقية للقضاء تكفل حقوق المتقاضين والحرص على الفصل بين السلطات لتحقيق دولة الحقّ والقانون، على حد قوله. كما أوضح رئيس حزب المستقبل بلعيد من منبر البليدة أنه سيطوّر وينمّي الفرد من خلال إعداد منظومة تربوية عميقة تأخذ بالحسبان حاجاته الأساسية ومطالبه الضرورية وقدراته الخلاّقة التي تجعل من الفرد مبدعا يتكيّف بسهولة مع واقعه بعيدا عن التطرّف والعنف، على حد تعبيره، وحثّ على ضرورة مواكبة الدول، ضاربا المثل ببعض الدول الأخرى مثل ماليزيا وتركيا اللتين استطاعتا تحقيق التطوّر في وقت قياسي. مبعوثة "أخبار اليوم": شهرزاد بلقاسمي