ضرورة التصويت يوم 17 أفريل القادم على البرامج السياسية المتكاملة وليس على الأشخاص أو الأسماء، هو ما استهل به مرشّح جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد تجمّعه الشعبي بولاية عين الدفلى، في إطار اليوم الثالث من الحملة الانتخابية، حاثا، بالمناسبة، كافة مواطني الولاية وعلى رأسهم الشباب، على المشاركة بقوّة في هذه الاستحقاقات المصيرية. أوضح بلعيد خلال هذا التجمع الذي نشّطه أمس الثلاثاء بقاعة الشيخ عبد الحميد بن باديس بوسط المدينة، أن هذه الرئاسيات تستدعي من المواطنين التفكير في التغيير السياسي السلمي عبر صناديق الاقتراع، من خلال التصويت على البرامج البنّاءة وليس على أشخاص أو أسماء؛ لكون البرامج السياسية هي وقود التغيير، الذي يجب على الجميع الاقتناع به والتفكير فيه بشكل أفضل. وأكد المتحدث في هذا السياق، أنّ للتمكن من تحقيق هذا الرهان لا بد من الخروج بقوة يوم 17 أفريل، للمشاركة في اختيار المتنافس المثالي لمنصب رئيس الجمهورية، مذكرا بأن الوصول إلى الحكم لا يكون إلا بالطرق السلمية والاقتراع؛ إيمانا بمعايير الديمقراطية والشفافية والوضوح. وشجّع المترشح للرئاسيات القادمة الشباب على أهمية المشاركة في الحياة السياسية بكل قوة لتجسيد التغيير، داعيا إلى الاهتمام أكثر بهذه الثروة الخلاّقة لضمان إقلاع اقتصادي واجتماعي حقيقي؛ لجعل الجزائر “يابان إفريقيا”، على حد قوله. وقال في هذا الإطار: “إن شباب اليوم قادرون على تحمّل المسؤوليات على أعلى المستويات في تسيير شؤون البلاد. وإنه يحق لنا اليوم المطالبة بالمشعل بطريقة سياسية محترمة؛ لمواصلة بناء الجزائر بالمستوى المطلوب”. كما تطرّق رئيس جبهة المستقبل لموضوع الأمن والاستقرار الذي تنعم به الجزائر، مؤكدا أن هذه النعمة الغالية على كل جزائري وجزائرية جاءت بفضل التضحيات الجسام لكافة أبناء الجزائر، بمن فيهم أفراد الدفاع الذاتي والحرس البلدي والأسلاك الأمنية الأخرى. كما شدّد على الاستماتة في الحفاظ على هذه المكتسبات، التي كلّفت الجزائر فاتورة غالية من الأرواح والممتلكات. وألح المتحدث على التكفّل بمصير الشباب، الذين أضحوا مجهولين، لاسيما مع الواقع المعيش المر الذي يحيونه، إلى جانب الآفات الاجتماعية ومشاكل الانحراف و«الحرڤة” والجريمة، مجددا دعوته لفتح آفاق الشغل والتكوين والترفيه والثقافة لفائدة هذه الشريحة الخلاّقة، وإعطائها الفرصة في فرض وجودها. كما طالب، بالمناسبة، بوجوب إعطاء ولاية عين الدفلى حقها في التنمية والاستثمار في المشاريع الضخمة، لجعلها تواكب الديناميكية التنموية على المستوى الوطني؛ ما يجعلها مرشحة لأن تصبح قطبا صناعيا واقتصاديا بامتياز في المستقبل. وفي الأخير، رافع عبد العزيز بلعيد من أجل حوار شامل مع فئة الشباب، لجعلها تعيش وتستثمر في الجزائر عوض التفكير في الهجرة نحو أوروبا، مذكرا بأن برنامجه السياسي الذي وصفه بالطموح، كفيل بتجسيد المقترحات المدرجة لفائدة الشباب في شتى المجالات. وطالب بتحقيق عدالة اجتماعية ومساواة حقيقية، تضمن تكافؤ الفرص بين جميع المواطنين للمحافظة على سلامة الأمة الجزائرية ووحدتها المجسَّدة في تنوعها. ورافع مقابل ذلك، على تطوير وتنمية الفرد من خلال منظومة تربوية عميقة، تأخذ بالحسبان حاجاته الأساسية، ومطالبه الضرورية وقدراته الخلاقة؛ لجعله فردا مبدعا، يتكيّف بسهولة مع واقعه بعيدا عن التطرّف والعنف.