قال أمس وزير المالية السابق علي بن واري إن الهجمات التي شنّها ضده سياسيون عبر جميع وسائل الإعلام عقب الرسالة المفتوحة التي وجّهها لكلّ من باراك أوباما وبان كيمون ومانويل باروزو مصدرها أطراف تخشى الشفافية، زاعما أن ما تمّ تدويله عن محتوى الرسالة لا أساس له من الصحّة، بل على العكس تماما فقد طالب الأجانب حسبه بعدم التدخّل بتقديم التهاني للرئيس الجديد في حال فوزه بالتزوير والتصفيق له وترك المجال للشعب حتى يحقّق الشرعية التي يتطلّع إليها. اعترف المقصى من سباق رئاسيات 2014 علي بن واري في ندوة صحفية نشّطها بالعاصمة لتوضيح محتوى الرسالة الذي جعل بعض الأطراف رفض تسميتها تطالب بمتابعته قضائيا بتهمة الخيانة العظمى، بأنه فعلا وجّه رسالة لرئيس الولايات المتّحدة الأمريكية باراك أوباما وللأمين العام للأمم المتّحدة بان كي مون ورئيس المفوِّضية الأوروبية مانويل ديراو باروزو طالبهم فيها بعدم التدخّل في شرعية الشعب إذا أراد التغيير الذي يرفضونه لأنه لا يخدم مصالحهم، قائلا: (أنا طالبتهم بعدم قَبول التزوير والإسراع لتقديم التهاني لرئيس الجديد في حال فقدت العملية الانتخابية الشفافية)، مؤكّدا أنه وجّه رسالة مماثلة لرئيس المجلس الشعبي الوطني طالبه فيها بعدم السّماح ببعث مراقبين أوروبيين إلى الجزائر لأن الشعب سيّد نفسه وقادر على مراقبة الاقتراع، ليضيف: (أنا أرفض أيّ تدخّل أجنبي في سير العملية الانتخابية وكلّ ما أطلبه منهم هو احترامنا كما نحترمهم، الأجانب الذين تعوّدوا على التصفيق للتزوير لا يحترموننا). وأكّد بن واري أنه بعد الهجمات المشينة والاتّهامات الخطيرة التي نسبت له ولعائلته قرّر الردّ عبر الصحافة بدلا من القضاء لما يتطلّبه من وقت طويل لإظهار الحقّ، وأنه ليس من عاداته مهاجمة السياسيين، موضّحا أن الوضع الرّاهن منعنا حتى من مناقشة ملفات المرشّحين الستّة ومدى تطلّع الشعب إليها ومن البحث عن حلول للخروج من الفراغ السياسي الذي تعيشه الجزائر، الذي يرى في أنه يكمن في تغيير النّظام الذي وصفه بأنه (كالمريض المحتضر الذي يرفض الموت) وهذا حتى يعود بالنّفع على البلاد وعلى جميع الجزائريين. من جانب آخر، وجّه بن واري رسالة جدّ قاسية لرئيسة حزب العمال لويزة حنّون المترشّحة لرئاسيات 2014، حيث أمهلها مدّة 10 أيّام لتظهر للرّأي العام صحّة اتّهامها له بأنه خائن ومختلس لأموال الشعب، وأن والده حركي قبل أن يلجأ إلى للصحافة ويكشف ماضيها السياسي قائلا لها: (يا حنّون أنت محتالة متنكّرة في زيّ سياسية). وقد فضّل بن واري حسب الرسالة التي تحوز (أخبار اليوم) على نسخة منها عدم اللّجوء إلى القضاء لمحاسبة حنّون على اتّهاماتها له عقب الرسالة التي وجّها لكلّ من أوباما وبان كي مون ومانويل باروزو والاكتفاء بالردّ عليها بجواب سياسي في الوقت الرّاهن، قائلا: (أنت اليوم لم تتجاوزي فقط حدود إثارة السخرية، بل حتى حدود القَبول السياسي)، موضّحا أن السياسة تتطلّب من الرجل والمرأة على حد السواء قَبول آراء من يختلف معهمو والتي تدخل في ممارسة الديمقراطية وفي الأخلاق التي تفتقد معناها حنّون. وقال بن واري مخاطبا حنّون: (شخصيتك تجعلنا نشعر بأنك مبتذلة وبأن التزامك السياسي خاطئ)، ليذكّرها بأنها تبنّت في البداية إيديولوجية الدفاع عن الطبقة العاملة بالجزائر، لكن الواقع عكس ذلك فهي عميلة النّظام الذي أوكل لها مهمة أن تجعل العمال يؤمنون بأنها تريد الاشتراكية والجزائر بلد ديمقراطي، ومن هذا الموقف أصبح لها عمل هو مهاجمة كلّ الذين يريدون بصدق تغييرا حقيقيا للبلاد نحو الأحسن، داعيا إيّاها إلى عدم الشعور بالصدمة عندما يكشف الواقع أن العمال لم ينالوا من ممارسة حنّون السياسة على مدار ربع قرن سوى البطالة والهشاشة ودفع المزيد من الضرائب. وأضاف بن واري: (إهاناتك لي لن تخدع أيّ شخص لأن الجميع يعلم أنها جاءت لتبرير راتبك والفوائد المتعدّدة التي يمنحك إيّاها النّظام دون حاجتك إلى عمل مثل باقي الجزائريين، وانفعالاتك البغيضة ضد ما أسميتهم المستغلّين ليست سوى لإخفاء افتقادك إلى الأفكار ونقص برامجك، فالجمهورية الثانية التي تدعين إليها مصنوعة من الريح مع حفاظها على جميع عيوب النّظام الحالي)، مؤكّدا أن وجودها في هذه الانتخابات هو فرصة لتؤكّد وجودها على حساب دافعي الضرائب، بل هو أيضا أداة في يد السلطة لهدم المرشّحين الأكثر مصداقية مثل علي بن فليس.