بين العجز والمرض في مجتمع رجولي! تحطمت العديد من العلاقات الزوجية بسبب الإنجاب، فهناك من لا يتقبل العيش بدون أطفال سواء من طرف الرجل أو المراة، وقد يتزوج الرجل مرة ثانية على زوجته دون أن يجرحها بدافع الإنجاب، وهذا ما يجعل العلاقة تتدهور بينهما، لكن هناك نساء كثيرات تسمحن لأزواجهن أن يجربوا مرة ثانية مع امرأة أخرى كي لا تحطم هذه المرأة آمال زوجها في امتلاك أطفال يحملون اسمه. حسيبة موزاوي مجرد مرور مدة معينة من الزواج دون حدوث أي حمل، يتهم الزوج وحتى الأهل المرأة مباشرة بأنها لا تستطيع الإنجاب وليس الرجل، حتى لو كان احتمالا بسيطا بأن يكون العيب في الرجل، وفي الحقيقة فإن هذه المسألة ليست عيبا، بل قضاء وقدر من الله، غير أنها لازالت تحكمها عادات اجتماعية أقل ما يقال عنها إنها صعبة صعوبة ذهنيات لا تزال تفكر بطريقة بعيدة عن المنطق والإنسانية. يحتفظ بزوجته إذا كان العقم منه وإذا العكس يتخلى عنها لا يستطيع الرجل تغيير زوجة أخرى إذا كان العقم من طرفه، فمهما غيّر سيبقى بدون أطفال إلا إذا قدر الله، لذلك يعمل كثيرا على كسب زوجته كي لا تتخلى هي عنه، لكن في بعض الحالات هناك من يتنازل ويفضل أن تجرب هذه المرأة غير العاقر مع رجل آخر كي لا يحرمها من الأطفال، ويختار هو امرأة لا تلد كي تكمل معه حياته كزوجين عاقرين، دون أن يحمل أحد المسؤولية على الآخر. (زينب) زوجة عبد الكريم 25 سنة زواج بدون أطفال، يعيشان في سعادة تامة لأنها تحبه رغم أن العيب منه لكنها لم تتخل عنه، وفضلت أن يبقيا بدون أطفال لأن الله قدر لهما ذلك، في حين تحب تربية الحيوانات كالقطط والكلاب والطيور، هذه المخلوقات تعوضها عن الفراغ الذي تعاني منه. أما كمال صاحب 45 سنة كان متزوجا بامرأة تتمتع بصحة جيدة خارج الوطن، فضلت زوجته أن ترى حياتها مع رجل آخر لأن العقم عند كمال ميؤوس من علاجه، وترك هو الآخر لها الاختيار كي ينفصلا ويتزوج كل واحد منها مع إنسان آخر، حيث وقع اختياره هذه المرة على امرأة مطلقة فقد تخلى عنها زوجها بسبب الإنجاب، فكان كمال الرجل الذي يلائمها لأنهما يعانيان من نفس المشكل. لماذا يشعر الرجل بنصف رجولته في مجتمعنا إذا كان العقم منه؟ يقف العقم عاجزا أمام عدة حالات للعقم، وإن كانت نظرة المجتمع جد قاسية على الرجل المريض بالعقم، فإن المرأة تتحمل كل النظرات القاسية، حتى لو لم يكن السبب من طرفها فهي تضحي من أجل من تحب، وتتهم نفسها كي لا ينقص المجتمع من قيمة زوجها، فكما حرمت من الأمومة فهو أيضا محروم من الأبوة، ومن المفروض ألا دخل للمجتمع في مسائل شخصية كهذه، فهي مسألة تخص الزوجين. ولهذا ارتأت (أخبار اليوم) الغوص في أسباب العقم عند الرجل وكان لها اتصال مع (ستحلي جويدة) طبيبة عامة، حيث قالت (إن الضعف الجنسي هو من أحد الأسباب المهمة التي تتسبب في أن يكون الرجل عقيما وليس له القدرة على الإنجاب، أيضا من هذه الأسباب الالتهابات أو الأمراض التناسلية التي تؤثر على الحيوانات المنوية، كما قد يعود العقم إلى عيوب خلقية وإلى الأجسام المناعية). كما أضافت (أن الرجل المصاب بالعقم يمكنه الزواج إلا إذا كان يعاني من ضعف جنسي أو عنده ضعف في الانتصاب لأن هذه الأسباب دائمة، ولكن في نفس الوقت هذا الرجل يصلح للزواج ولكنه لا يستطيع الإنجاب)، كما أشارت نفس المتحدثة إلى (أن العقم وراثي وهو عبارة عن خلل في الهرمونات وبالتالي يؤثر على تكوين الخصبة وعدم قدرتها على إنتاج الحيوانات المنوية). ويبقى العلاج والإنجاب قضاء وقدرا ويجب على الرجل والمرأة وحتى الأهل تقبل مشيئة الله، فيمكن بعد عمر طويل الإنجاب ولو بعد فقدان الأمل.