أكثر من مليون معوز يستفيدون من مساعدات بمناسبة رمضان بينما انتظرت عائلات ميسورة الحال حلول شهر رمضان للتسابق على (حرق الأموال) من خلال البذخ والإسراف وملء حاويات النفايات بكمّيات متفاوتة من بقايا الأغذية المختلفة التي فاضت عن حاجياتها، لا تكاد تجد آلاف العائلات المعوزة ما تسدّ به رمقها، ولولا مبادرات الحكومة التضامنية ونشاطات أهل الخير والبرّ والإحسان لكان الواقع أكثر بؤسا. استقبل الجزائريون كباقي الشعوب الإسلامية الشهر الفضيل بصلاة التراويح والتعبد وقراءة القرآن إضافة إلى تحضير العائلات أو ربّات البيوت كلّ ما لذّ وطاب من المأكولات المتاحة، لكن في المقابل هناك عائلات محرومة لا تجد ما تضعه على مائدة الإفطار سوى الحسرة والألم وقطعة من الخبز والحليب يسدّون بها رمقهم، وفيما يكتفي بعض الفقراء بالفطور على البركوكس أو المقارون لا تجد عائلات شديدة الفقر إلى ذلك سبيلا. عائلة تفطر على "الدشيشة" والماء تعيش عائلات جزائرية الأمرّين بسبب الفقر والحرمان، خاصّة في رمضان التي تحاول من خلاله إيجاد ضالّتها بكونه شهر الرّحمة والإحسان. ويذكر أن (عمّي محمد) وعائلته القاطن بالأربعاء البليدة يفطرون في شهر رمضان على (الدشيشة) وفي أيّام أخرى لا تضمّ مائدة إفطارهم سوى حبّات بطاطا وطماطم وخبز، مؤكّدا أن اللّحم غال عليهم ولن يذوقه وعائلته طيلة هذا الشهر الكريم. وأوضح ذات المتحدّث أن مورده المالي لا يكفيه ليعيل به عائلته المتكونة من 09 أفراد، ورغم هذا الوضع البائس لم يكن قانطا وهو يكرر الحمد لله بين جملة وأخرى، مشيرا إلى أن أراضيهم الفلاحية تقع وسط الجبال ممّا حال دون التنعّم من خيراتها لكونهم لا يستطيعون استغلالها حاليا بعد أن هجروها خلال ويلات العشرية السوداء، وهو ما زاد في معاناتهم أكثر. الدولة تتكفّل بالمعوزين في رمضان تبذل الدولة مجهودات جبارة على غرار كلّ سنة من رمضان المعظم بجملة من الإجراءات التي يكون فيها عنصر التضامن حاضرا بقوة داخل إقليمها وخارجه، من خلال ما تسعى لتقديمه للشعوب المضطهدة والفقيرة، لا سيّما أخوننا الأفارقة والسوريين، كما تهتمّ الدولة الجزائرية بالتضامن الأسري، وذلك بتوجيه ميزانية كبيرة لدعم المعوزين عبر كامل التراب الوطني من خلال فتح مطاعم الرحمة وتوزيع قفة رمضان التي كانت العام الفارط توزّع في أكياس، إلاّ أن الدولة ارتأت هذه السنة توزيعا في حقيبة تظهر احترام الدولة لمواطينيها، والتي استحسنها معظم المستفيدين من القفة واعتبرها التفافة طيبة من الحكومة، إلى جانب مظاهر التكافل الأخرى التي تمثّلها عمليات الختان ودعم مشاريع حفظ القرآن، فضلا عن الاهتمام ببعث الترفيه للمواطنين من خلال النشاطات التي تسطّرها الهيئات المختصّة. ورصدت وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة مساعدات في إطار العملية التضامنية لشهر رمضان 2014 لأكثر من مليون ونصف شخص معوز عبر كامل التراب الوطني. في ذات السياق، أكّد بلقاسم آيت أحمد الأمين العام للوزارة أن بطاقية المعوزين المسجّلين بقطاع التضامن الوطني تشمل 751 659 1 شخص معوز سيستفيدون من إعانات في رمضان الجاري، من بينهم الأشخاص المستفيدين من المنحة الجزافية للتضامن إلى جانب الأشخاص المستفيدين من جهاز المساعدة على الإدماج الاجتماعي والمستفيدين من منحة المصابين بالإعاقة بنسبة 100 في المائة، وكذا المصابين بالأمراض المزمنة غير المستفيدين من التغطية الاجتماعية، فضلا عن فتح مطاعم للإفطار وتوزيع مواد غذائية ووجبات ساخنة. وأوضح المسؤول أن العملية التضامنية هذه سوف لن تعرف المركزية في التنفيذ لأن الولاة على مستوى 48 ولاية سيشرفون على توزيعها على المستوى المحلّي، حيث سيحددون صيغة المساعدة لفائدة الأشخاص المعوزين، سواء بتسليم أغلفة مالية أو بتوزيع المواد الغذائية، وذلك حسب خصوصيات كل ولاية. وبادرت وزارة التضامن الوطني بعملية البحث في المناطق المعزولة والنائية عن الأشخاص المعوزين غير المسجّلين في بطاقية المستفيدين من الإعانات بغية تمكين أكبر عدد ممكن من المساعدات في إطار العملية التضامنية الخاصّة بشهر رمضان. وجنّدت الوزارة لإنجاح العملية ممثّلين عن الخلايا الجوارية التابعة للقطاع والمشرفين على عمليات المرافقة بالوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر، إلى جانب ممثّلين عن الجمعيات التي تنشط في المجال. وتنشط مع كل رمضان العديد من الجمعيات، على غرار كافل اليتيم وناس الخير إضافة إلى العديد من المتطوعين ودنيا الخير مثال حي على ذلك، والتي تكون في أغلب الأحيان الوسيط والرّابط بين المعوز من جميع فئات المجتمع من معاقين وأرامل ويتامى ومشرّدين دون استثناء، إضافة إلى إعطاء الأرقام للمتصدق ليقوم بإرسال المبالغ المالية لمستحقّيها عبر الحسابات البريدية الخاصّة بالعائلات المعوزة.