تعتبر ممارسة الرياضة في شهر رمضان المبارك من العادات الصحية التي يُنصح بمزاولتها لما لها من فوائد عديدة تنعكس بشكل إيجابي على صحة الإنسان فالنشاط البدني المنتظم يدعم ويحسن عمل الأعضاء الداخلية والعمليات الحيوية في جسم الإنسان ويخفف من التوترات والضغوطات الحياتية التي قد يعاني منها الإنسان وقد يوقي الكثير من الأمراض التي قد يتعرض لها ولا ننسى دور النشاط البدني المنتظم وتأثيره الإيجابي في عملية إنقاص الوزن فهو داعم مهم ورئيسي لعملية حرق الدهون والتخلص من السوائل والسموم المحتبسة في الجسم ويستلزم تطبيق هذا النشاط البدني ضرورة اتباع نظام غذائي صحي متوازن قليل السعيرات الحرارية يسهٌل ويسٌرع من عملية خسارة الوزن بصورة طبيعية. ولتوخي الحذر فإن ممارسة النشاطات البدنية والرياضة بشكل عام في شهر رمضان المبارك تتبع محاذير وضوابط مهمة جدا يجب أن توضح خاصة مع قدوم شهررمضان الحالي في أجواءٍ صيفية حارة تمتاز بطول فترة ساعات الصيام، حيث تمتاز النشاطات البدينة المحبذ ممارستها في شهر رمضان بأنها ذات نوعية خفيفة أو متوسطة الشدة والكثافة ولا تتطلب جهداً كبيراً ولامقاومة عالية قد تصل بالجسد أحيانا إلى مرحلة الإنهاك ومن الأمثلة على ذلك رياضة المشي ورياضة الأيروبيك والقفز بالحبل والتمارين السويدية البدنية الخفيفة والأجهزة التدريبية المعروفة، كما أن أمام الرياضي وقتان مفضلان لممارسة النشاط البدني الأول قبل وجبة الإفطار بما يقارب الساعة والربع يستطيع الرياضي من خلالها أن ينهي تدريبه بالكامل قبل موعد الإفطار بمدة زمنية قصيرة لاتتجاوز 15 دقيقة وسبب تقصير المدة الزمنية الفاصلة بين لحظة إنهاء التدريب والإفطار هو محاولة تعويض الجسم بالسوائل والأملاح المعدنية المفقودة بأسرع وقت ممكن لتجنيبه العوارض الصحية التي من الممكن أن تلٌم به نتيجة التدريب في جو رمضاني صيفي حار يمتاز بطول ساعات الصيام. ويضيف بعض المختصيين أن ممارسة الرياضة قبل الإفطار بمدة بسيطة تعمل على زيادة كفاءة الجسم في التخلص من السموم الناتجة عن عمليات التمثيل الغذائي إلى جانب تنشيط الدورة الدموية وزيادة الشعور بالراحة والاسترخاء، والثاني بعد وجبة الإفطار بما يقارب ساعتين أو 3 ساعات حيث يتم خلال هذه الفترة هضم الطعام بكفاءة وراحة ليتم استخلاص الطاقة وإعادة شحنها إلى أعضاء الجسم الحيوية ولايجوز بتاتا ممارسة أي مجهود بدني قبل الوقت المحدد لأن طاقة وجهد وتركيز الجسم بالكامل يكون منصبا على إتمام عملية الهضم، ويضيف بعض المختصيين أن الفائدة المرجوة من ممارسة التمارين بعد الإفطار تتمثل في أنها تحفز وتسرع من عمليات الأيض وحرق الطاقة المستمدة من الطعام الممول للجسم. كما أن المدة الزمنية المخصصة للحصة التدريبية في شهر رمضان المبارك لا تزيد عن 60 دقيقة تمارس بما لا يزيد عن 5 أيام أسبوعيا تقسم على النحو الآتي: الإحماء الجيد قبل مزاولة النشاط لمدة 5 دقائق يليه أداء تمارين إطالة لمعظم عضلات الجسم لمدة 5 دقائق ثم ممارسة النشاط البدني الرئيسي لمدة لاتقل عن 30 إلى 45 دقيقة، يليه بعد ذلك تمارين استشفاء وتبريد لمدة5 دقائق، ولا ينصح بممارسة الرياضة قبل الإفطار من قبل الأشخاص الذين يعملون لساعات طويلة بدون انقطاع وبالأخص الأعمال التي تستلزم التنقل من مكان لآخر في هذا الجو الصيفي الحار، ومن قبل الأشخاص الذين لايتمتعون بمقدار جيد من اللياقة البدنية وقدرة تحمل التعب والعطش ونقص الأملاح المعدنية، ومن قبل الأشخاص الراغبين في زيادة كتلتهم العضلية ولاينصح أيضا بممارسة الرياضة قبل الإفطار في حالة الارتفاع الشديد لدرجة الحرارة والظهور العمودي للشمس خاصة في الأماكن المكشوفة، لذا يجب أن يختار الرياضي مكانا صحيا لممارسة الرياضة يمتاز بالتهوية الجيدة والنظافة العامة وعدم الاكتظاظ والازدحام والاعتدال في درجة حرارة ورطوبة المكان وعدم وجود مخلفات وعوادم ملوثة منتشرة كما هو الحال عند ممارسة الرياضة بالقرب من خطوط سير المركبات الرئيسية، أما من يعاني من أمراض وعوارض صحية مزمنة عليه العودة إلى الطبيب المختص المشرف على حالته قبل ممارسة أي مجهود بدني كالرياضة مثلا.