يعيش سكان أحياء (كريم بلقاسم)، وتحديدا حي 47 شارع (يحيى فرادي) بلدية الجزائر الوسطى وضعية كارثية بسبب تذبذب التزود بالمياه الصالحة للشرب، والتي أضحت هاجس السكان نتيجة سيناريو الانقاطاعات المتكرّرة، سيّما في هذا الشهر الذي تشهد فيه العاصمة ارتفاعا محسوسا في درجة الحرارة والرطوبة على حدّ سواء. في هذا الإطار أعرب سكان الحي عن استيائهم الشديد من المعاناة اليومية التي تلازمهم منذ بداية الصائفة، وأكّدوا ل (أخبار اليوم) أن حنفياتهم جفّت منذ قرابة الخمسة أيّام، وهو ما خلق لهم عدّة مشاكل، لا سيّما وأن هذه المادة تعدّ من أهمّ الضروريات، والتي أثّرت سلبا على يومياتهم، خاصّة وأن الظاهرة عايشوها منذ الفترة الصيفية إلى غاية هذه الأيّام التي تعرف بحرارتها، والتي تتطلّب يومياتها وفرة في هذه المادة الحيوية، خصوصا وأن المشكل تزامن مع الارتفاع المحسوس في الحرارة الشديدة. ما يزال تذبذب المياه الصالحة للشرب ب (كريم بلقاسم) بالعاصمة يطرح هذه الأيّام بشدّة، حيث أصبحت الظاهرة حديث العام والخاص، خاصّة خلال هذه الأيّام، حيث أضحت الحنفيات شبه جافّة ولا تصل المياه إليها في وقت محدّد. ويتساءل المواطنون عن سرّ مشكل هذا الانقطاع المفاجئ الذي أدّى إلى انقطاع المياه عن الحنفيات لمدّة كانت كافية لكي تجبرهم على استعمال كلّ الوسائل للحصول على هذه المادة التي تعتبر جدّ حيوية، خاصّة في أيّام الحَرّ. وكان السكان قد اشتكوا مرارا من المشكل الذي لازمهم طيلة شهري جويلية الذي وجدوا أنفسهم فيه مجبرين على حمل الدِلاء في رحلة البحث عن قطرة ماء من الأحياء المجاورة، فيما لجأ البعض إلى شراء قارورات المياه المعدنية لإرواء عطشهم، بينما لجأ البعض الآخر إلى تخصيص ميزانية مشتركة بين الجيران لاقتناء صهاريج الماء، غير أن المشكل لا زال قائما كون الإجراء هذا لم يُجد نفعا، خاصّة وأن المياه تعتبر جدّ حيوية في مثل هذا التوقيت بالتحديد. كما عبّر هؤلاء السكان عن تذمّرهم للحالة المزرية التي يعيشونها بسبب استمرار المشكل حتى وصل بهم الأمر إلى مراقبة الحنفيات من حين إلى آخر لعلّهم يسمعون خرير المياه. كما يبقى ذات المشكل لدى سكان حي (يحيى فرادي) المعروف ب (روبرتسو) بالجزائر الوسطى والأحياء المجاورة له مطروحا، والذين لازالوا يتساءلون عن السبب، خاصّة وأنهم لم يلاحظوا أيّ عمليات أشغال باشرتها الجهات المعنية على مستوى الشبكات، وهو ما يؤكّد فرضية الانقطاع العشوائي، حسب آراء السكان الذين صبّوا جام غضبهم على مؤسسة (سيّال) التي دفعتهم إلى صرف أموال إضافية لشراء المياه المعدنية، فيما يجبر الأطفال على حمل الدِلاء للبحث عن حنفيات المحسنين عوض الركن إلى الرّاحة التي اشتاقوها في فصل الصيف الذي عرف بارتفاع محسوس في درجة الحرارة. وأمام هذه الوضعية المزرية والصعبة التي يتخبّط فيها السكان يناشدون السلطات المحلّية ومؤسسة توزيع المياه النّظر بعين الاعتبار إلى انشغالاتهم والتدخّل بغرض وضع حدّ لهذا المشكل الذي أثّر سلبا على حياتهم اليومية وعلى حالتهم النّفسية.