يلجأ الشباب والفتيات المسلمون في بريطانيا إلى موقع تعارف بغرض الزواج، يدعى "single muslims" يشترك فيه الشباب من الجنسين للبحث عن شريك حياتهم المناسب لهم دينياً واجتماعياً، والجالية المسلمة بين مؤيد ورافض. القائمون على الموقعِ يصِفونَه بأنه الاكبرُ على مستوى العالمِ في تقديمِ خدمةِ التعارف لغَِرضِ الزواجْ، ويضُمُّ 10 ملايين مستخدِمٍ مسجَّلٍ أغلبُهم في جنوبِ آسيا، في الهندِ وباكستانَ وسريلانكا وبنغلادش. أما في بريطانيا فيوجدُ حوالي 700 ألف مستخدِم، ورتَّبَ حوالي 10 آلافِ حالةِ زواجٍ حتى الآن. وتقول كاترين هيليستين الذي تزوّجت من محمد عبد الصمد عن طريق الموقع إن "المسلمُ حين يريدُ الزواجَ فهو يبحثُ عن شريكٍ من درجةِ تديُّنٍ ملائمةٍ له، فلم يكن يلائمني أن أرتبطَ بشخصٍ يطلب مني تغطيةَ وجهي بالنقاب، بل كنت أبحثُ عن مسلمٍ متدينٍ باعتدال، وهذا ما حصلت عليه". أما زوجُها محمد فيعتقد أن أحد الأسباب وراء بحث الشباب المسلمين في بريطانيا عن شركاء عمر لهم على الإنترنت هو بحثهم عن شخص ملائم اجتماعياً لما تتطلبه عائلاتهم، مضيفاً: "يعتبر البحث عن الشريك الملائم من خلال الانترنت أحد الوسائل المُتاحة لتسهيل هذه المهمة". تجاوبُ الشبابِ والفتياتِ في بريطانيا مع هذه المواقعِ كان متفاوتاً، فهناكَ من وجدَ الفكرةَ ملائمةً لتقاليدِ المسلمين، ومنهُم من رأى أنها طريقةٌ غيرُ مناسِبة، ويؤيد محمد زوج كاترين هذا الأسلوب قائلاً: "الجيل الجديد من الشباب بدأ في الابتعاد عن فكرة بحث الوالدين عن شريك مناسب، وتوجه إلى البحث بنفسه عن شريك معتدل التفكير". وفي المقابل ترفض شابة مسلمة هذه الطريقة، موضحة: "شخصياً لن أفكر في استخدام مواقع تعارف المسلمين الموجودة على الإنترنت، لأنها تتم عن طريق الاختلاط بين الشباب والفتيات وهو أمر مناقض لما نؤمن به، كذلك لأنه يتطلب وضع صور شخصية في الوقت الذي ينبغي أن نتغطى عن الرجال". وحتى الآنَ لا توجَدُ إحصائياتٌ دقيقةٌ بخصوصِ الزيجاتِ بينَ المسلمينَ في بريطانيا، لكن زعماءَ الجاليةِ المسلمةِ هناكَ يُشيرونَ إلى أنَّ التوجُّهاتِ وطرُقَ التعارُفِ تغيّرتْ سريعاً خلالَ السنواتِ الأخيرةِ، خاصةً مع تراجُعِ الزيجاتِ المُرتَّبةِ عائلياً، مشيرين إلى أنَّ التعليمَ والإنترنت هما سببانِ مهمانِ في هذا التغيير.