وجّه عمار غول، رئيس حزب تجمّع أمل الجزائر (تاج)، أمس رسالة من العيار الثقيل لنظام المخزن المغربي، ووجّه نداء إلى كلّ من الشرفاء والعقلاء في المغرب من أجل بلورة موقف يصل إلى مستوى الترفّع ودفع العلاقات إلى ما فيه خير للبلدين، قائلا: (نحن لا نعمل من أجل أن نعكّر صفو جار من جيراننا)، وطالب بضرورة احترام الجزائر والترفّع عن افتعال المشاكل واتّهام الجزائر. أوضح عمار غول خلال عقده الندوة الوطنية الثالثة لإطارات حزبه بفندق (الواحات) بحسين داي بالجزائر العاصمة، والذي تزامن وأوّل محرّم، أنه من الواجب من أن تحترم الجزائر من قِبل دول الجوار كما تحترمهم هي، مضيفا: (على الدول المجاورة لأن تحترم الجزائر وأن تكفّ عن الاستفزازات عن طريق إدخال السموم والمخدّرات إلى أرض الوطن)، وأردف بلهجة شديدة: (احترمو حقّ الجار، لا خير ولا نجاح ولا فلاح إلاّ من خلال تطبيق حقّ الجار، والجزائر كثيرا ما أصابها استفزاز وثارت لكنها لم تردّ لترفّعها). وفي هذا الإطار، دعا غول السلطات المغربية إلى الدفع بالعلاقات بين الدوليتين نحو الأحسن، خاصّة في ظلّ الظروف الدولية التي يعرفها الوطن العربي والمشاكل المتعدّدة التي تعرفها حدود الجزائر جنوبا وشرقا من ليبيا ومالي وتونس، داعيا كذلك السلطات المغربية إلى التعامل مع الجزائر بالمثل من خلال احترام حقّ الجار والترفّع عن أبسط المشاكل التي تريد السلطات المغربية من خلالها استفزاز الطرف الجزائري، في إشارة منه إلى الادّعاء الأخير للسلطات بإطلاق عيارات من الرصاص الحي لأفراد من حرس الحدود الجزائريين على مواطنين مغاربة. وعن الأزمة الليبية طالب رئيس حزب تجمّع أمل الجزائر الفرقاء الليبيين بضرورة القدوم إلى الجزائر وعقد اجتماع بينها من أجل حلّ مشاكلها الداخلية التي تتخبّط فيها منذ سقوط نظام معمر القدافي والخروج من دوامة العنف التي تعيشها منذ أزيد من ثلاث سنوات، داعيا إلى الاقتداء بالتجربة المالية في مشاوراتها التي باشرتها هنا في الجزائر، مشيدا بالدبلوماسية الجزائرية من المجهودات والمبادرات الحكيمة المبذولة من طرف لاسترجاع الأمن والاستقرار في دول منطقتي الساحل المالي والمغرب العربي كليبيا وتونس ومدى تأثيرها على حفظ الأمن والاستقرار في الجزائر. من جانب آخر، عرّج المتحدّث على الانتخابات التونسية، حيث قال إنه يتمنّى كلّ الخير والنّجاح للانتخابات بجمهورية تونس الشقيقة، (لأن أمن تونس من أمن المنطقة وذلك من أمن الجزائر). وبخصوص أوضاع الساحة الساسية في داخل الوطن قال غول إنه من خلال كلّ معطيات المنطقة تتحلّى بروح اليقظة بعيدا عن النظرة الحزبية الضيّقة، أين قال: (إذا فقدنا التعامل الإيجابي مع الظرف أكلتنا الظروف)، داعيا إلى ضرورة فتح فضاء لجميع الفاعلين من المعارضة (ندوة وطنية جامعة). ورحّب غول بأيّ مبادرة تصبّ في صالح الصالح العام وتستشرف بناء الجزائر، سواء جاءت من أحزاب داخل الحكومة أو من خارجها من أجل دفع عجلة الجزائر نحو الأمام، في إشارة منه إلى مبادرة (الأفافاس). وأكّد رئيس حزب (تاج) أن الجزائر آمنة وليس لديها أيّ صعوبات، سواء اجتماعية أو اقتصادية، مشيرا إلى أن هذا الأمن لابد من معرفة كيف يجب المحافظة عليه. وأشاد المسؤول الأوّل في حزب (تاج) بالمساعي التي يقوم بها الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير والدولة الجزائرية من خلال المبدأ الذي تتمسّك به الدولة الجزائرية وهو عدم التدخّل في شؤون الدول الأخرى خاصّة عسكريا، مشيرا إلى أن هناك من يعمل على جرّ الجيش إلى مستنقعات اللاّ أمن.