أكد التقرير السنوي لمعهد كويليام البريطاني، المختص في مكافحة الإرهاب والتطرف، أن تونس تتصدّر قائمة البلدان المصدّرة للمقاتلين، من المتشددين دينياً الى بؤر التوتر، خاصة في سوريا. وأشار التقرير إلى أن عدد المقاتلين التونسيين تجاوز الثلاثة آلاف إرهابي. كما تطرق التقرير إلى ما سمّاها ب جاذبية الحركات السلفية وقدرتها على استيعاب الشباب العربي. وجاء التقرير الجديد تحت اسم الدولة الإسلامية: الوجه المتغيّر للجهادية الحديثة ، وتناول ما قال إنه جاذبية هذا التنظيم للجهاديين الأجانب، كما قام بمقارنة بينه وبين تنظيم القاعدة . كما تناول التقرير بالدراسة، البراعة التكنولوجية التي يتميز بها تنظيم داعش ، ويتفوق بها على القاعدة من خلال إصداره برنامجاً خاصاً به للتواصل بين أعضائه ويمكن تنزيله من غوغل ستور ، قبل كشفه وحذفه من لائحة البرامج التي يمكن تحميلها على الهواتف الذكية. وأشار أيضاً الى الدعم الذي تحصل عليه داعش من شبكة واسعة من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي ما يسمح في بسهولة وصول إصدارت التنظيم إلى أكبر عدد ممكن من متصفحي شبكة الانترنت. وقد اعتمد معدو التقرير الذي يتألف من 71 صفحة على معلومات قدمها مسؤولون غربيون معنيون بملف الجماعات المتشددة، إضافة إلى مقابلات مع باحثين في هذا المجال. وتضمن التقرير أحدث حصيلة لعدد الجهاديين الأجانب الذين يقاتلون حالياً في سوريا والعراق، بحسب معلومات المركز الدولي لدراسة التشدد والعنف السياسي، وهي حصيلة تقدر ب163372580. وشهدت تونس خلال سنتي 2012 و2013 عمليات انتدابات واسعة، شملت آلاف الشباب من الذين تم تسفيرهم في رحلات منظمة للجهاد. وتمت هذه العملية بمشاركة قيادات سلفية تنتمي لحركة النهضة الإسلامية الحاكمة آنذاك. وقد ضمت هذه القوافل الجهادية أيضاً، تسفير أعداد كبيرة من الفتيات، ضمن ما أصبح يعرف ب جهاد النكاح . وقد تنامي أعداد التونسيين المجندين للقتال في سوريا وغيرها من بؤر التوتر في العالم، حيث أشارت العديد من التقارير الإعلامية والاستخباراتية الى أن أعدادهم في ارتفاع، ما يجعل من تونس بلداً مصدّراً للإرهابيين . وفي هذا الإطار أكدت دراسة قام بها المعهد البريطاني للدفاع أن عدد المقاتلين التونسيين في سوريا يتراوح عددهم بين 3 و4 آلاف مقاتل.