تتواصل معاناة العائلات المقيمة بالسكنات الهشة المتواجدة بإقليم بلدية الرغاية شرق العاصمة والمهددة بالموت في أي لحظة، نتيجة طبيعة سكناتها الهشة المحاذية للوادي. وحسب السكان، فإنه بات هاجسا وخطرا يحدق بهم خاصة في فصل الشتاء وعند هطول الأمطار. يتخوف سكان الموقع المعروف بالزحلوقة ، من تكرار سيناريو ارتفاع منسوب مياه الوادي عند هطول الأمطار التي تتسرب إلى كامل المنازل، مما يجبر السكان على إخلائها خوفا من الموت والانجراف. للإشارة فإن هذا الوادي جرف خمس سكنات خلال السنة الماضية نتيجة ارتفاع منسوبه، حيث أخذ معه الأخضر واليابس حسب شهادات السكان القاطنين بالحي المذكور، كما ألحق أضرارا متفاوتة بباقي السكنات نظرا إلى طبيعة تشييدها كونها من الطوب والباربان والزنك. وحسب أحد السكان هذه السكنات أضحت غير صالحة للإيواء بسبب تموقعها على حواف الوادي، بالإضافة إلى تعرضها لانزلاق التربة، الأمر الذي جعل السكان يعيشون على فوهة بركان وتحاصرهم المخاطر من كل جهة وأردف هذا الأخير قائلا إنه بالرغم من أن السلطات المحلية على علم بالمخاطر المحدقة بهؤلاء السكان وتعرضهم للموت في أي لحظة إلا أن هذه الأخيرة لم تحرك ساكنا لحد كتابة هذه الأسطر، وأضاف محدثنا أن هذا الوادي أضحى هاجس العائلات المقيمة بذات الحي جراء تدفقه المستمر دون انقطاع طوال أيام السنة، لتزداد المخاوف مع حلول فصل الشتاء. ومع كل هذه الظواهر المتكررة بسبب فيضان الوادي الذي على إثره تدخلت مصالح البلدية والحماية المدنية الموسم الماضي كما سبق ذكر الحادثة، إلا أن السيناريو يتكرر خلال هذا الموسم دون أن تتدخل السلطات المحلية والولائية بترحيل السكان قبل وقوع مالا يحمد عقباه وتسقط أرواح مواطنين أبرياء لا ذنب لهم إلا سوى أنهم لم يجدوا سكنا يؤويهم بسبب الأزمة الخانقة للسكن ليتخذوا جنبات الوادي كموقع لتشييد سكنات من الطوب والخشب تنعدم فيها أدنى شروط الحياة الكريمة ورغم النداءات والشكاوى المتكررة للمسؤولين بشأن انتشالهم من الوضعية الكارثية والمعاناة اليومية التي يواجهونها في ظل التهميش والحرمان من أبسط الحقوق، إلا أن مشاكلهم وانشغالاتهم ضربت عرض الحائط وشكاويهم بقيت حبيسة الأدراج، حسبهم. وفي هذا الصدد، يتساءل هؤلاء السكان عن مصيرهم المجهول بشأن تأخير عملية ترحيلهم إلى سكنات لائقة التي سبق أن وعدتهم الجهات المعنية بتحقيق حلمهم في أقرب الآجال، لاسيما بعد العملية التي مست بعض العائلات القاطنة بذات الحي القصديري التي تم ترحيلها خلال الأشهر الماضية من أجل استغلال مساحة لإنجاز عيادة متعددة الخدمات، في حين تترقب العائلات المتبقية ترحيلها، الأمر الذي آثار حفيظتهم وتخوفهم أكثر جراء تماطل السلطات في ترحيلهم.