تفاجأ المواطنون من دون سابق إنذار بارتفاع سعر اللحم الأبيض الذي بقي متاحا لهم في ظل الالتهاب الذي تعرفه اللحوم الحمراء وكذا الأسماك بمختلف أنواعها، وبعد أن كان الدجاج الصديق الوفي يبدو أنه استكبر في الآونة الأخيرة بعد أن ارتفع سعر الكيلوغرام الواحد إلى حدود 380 دينارا، وهو الأمر الذي لم يتقبله المواطنون. وقد عزف الكثير من المواطنين عن اقتنائه في هذه الأيام ونظروا من حولهم ليتأكدوا من عدم وجود أي مناسبة دينية تستدعي كل ذلك الارتفاع كعرف التزم به الباعة، إذ يلهبون الأسعار خلال المناسبات، لكن الارتفاع الأخير كان حسب أهوائهم فقبل أيام كان سعر الكيلوغرام من الدجاج لا يتجاوز 240 دينارا ولم ينتظر الكل ارتفاعه إلى حدود 400 دينار للكيلوغرام الواحد. استياء كبير لدى المستهلكين وهو ما أثار استياءهم، حيث تستعمله العديد من العائلات المتوسطة في زادها اليومي، لكن الارتفاع الفجائي الذي مسه لم يمكّن الكثير من أرباب العائلات من اقتنائه في نهاية الأسبوع الأخير على اعتبار أنها أيام مخصصة للتبضع بالجملة لدى أغلب العائلات باقتناء كل مستلزمات الأسبوع من خضر ولحوم بيضاء لكن أسعارها الملتهبة غيبتها عن الأسر، حيث امتنع العديد من المواطنين من جلب الدجاج وهم الذين التقيناهم على مستوى سوق بئر توتة بالجزائر، حيث بينوا استياءهم من الارتفاع المفاجىء للدجاج مما وضحه أحد المواطنين الذي قال ما عسانا نأكل حتى اللحوم البيضاء التي كانت في متناولنا ها هم التجار يلهبون أسعارها دون سابق إنذار، وقال إنه تفاجأ بصاحب المحل وهو يخبره أن الدجاجة ستكلفه مبلغ 1000 دينار فما كان عليه إلا أمره بإعادتها إلى مكانها فهو ليس بوسعه دفع مبلغ 1000 دينار في دجاجة واحدة في ظل الأعباء الأخرى التي تنتظره والمتعلقة بشراء الخضراوات والخبز والحليب. حتى البيض يصعد إلى 13 دينارا لم يتفاجأ المواطنون فقط بارتفاع أسعار الدجاج بل حتى الارتفاع المتواصل لأسعار البيض جعلهم يندبون حظهم في كيفية ضمان استهلاك عائلاتهم وسد جوعهم، حيث لم يعد البيض ينزل عن سعر 10 دنانير حتى ولو كانت هناك وفرة في فصل الصيف، ويصعد إلى 12 و13 دينارا في فصل الشتاء وبذلك يكون المستهلكون محرومون من لحم الدجاج ومن أكل البيض كمصدر هام لاكتساب البروتين في الجسم، الأمر الذي حيرهم في كيفية تسيير ميزانية أكلهم اليومي ومن النسوة من أظهرن عجزهن في ذلك وهو ما عبرت به السيدة اسمهان التي قالت إن ارتفاع الأسعار بين الفينة وأخرى جعلها تحتار في تسيير ميزانية بيتها ولم تعد تقوى على حفظ اعتدالها بسبب الارتفاع العشوائي الذي تعرفه الأسعار، ومهما فعلت لضمان تغذية صحية ومتنوعة لأفراد عائلتها فهي لا تقوى فالبطاطا صعدت إلى 100 دينار والدجاج إلى 400 دينار للكيلوغرام وصولا إلى البيض الذي وصل إلى 13 دينارا وهو مبلغ مرتفع لا يناسب الأسر المتوسطة التي تعتمد على معيل واحد. التجار يتبرأون لمعرفة سبب الارتفاع الفجائي لأسعار الدجاج اقتربنا من بعض المحلات المختصة في بيع الدواجن، قال السيد عمار تاجر من العاصمة إن الأسعار المفروضة في سوق التجزئة لا يتحكمون فيها بل يفرضها تجار الجملة وإن ارتفاع سعر اللحوم البيضاء على مستواها فرض عليهم رفعها عبر محلاتهم لكي لا يتكبدون الخسارة، وقال إنه يتفاجأ من إسقاط الغضب واللوم دوما على تجار التجزئة على اعتبار أنهم اليد الثانية في البيع التي تخضع دوما لسلطة اليد الأولى. وفي ظل تراشق التهم يبقى المواطن البسيط يكابد مرارة يومية في ملء قفة العائلة المخصصة للاستهلاك التي أصبحت بالفعل مكلفة جدا في الوقت الحالي مع الأسعار الملتهبة لمختلف السلع التي مست حتى البطاطا كمادة استهلاكية أولى على مستوى أغلب الأسر.