تطالب أزيد من 40 عائلة قاطنة بمزرعة النخل الواقعة على مستوى بلدية الرويبة بإدراجها ضمن عمليات الترحيل أو منحها عقود ملكية سكناتها، حيث عبروا في السياق ذاته عن مدى استيائهم وتذمرهم الشديد من الوضعية المزرية التي تعيشها داخل بيوت هشة آيلة للسقوط بسبب تعاقب الكوارث الطبيعية. يعود تاريخ تشييد هذه المساكن إلى عهد الاستقلال ورغم النداءات والطلبات المرفوعة للسلطات المحلية من أجل وضع حد لمعاناتهم والقيام بترحيلهم إلى سكنات لائقة، أو منحهم عقود الملكية إلا أنهم لم يتلقوا أي رد في وقت أضحت سكناتهم غير صالحة على الإطلاق لإيواء هؤلاء الذين يتكبدون متاعب يومية لاتعد ولا تحصى جراء الظروف القاسية والصعبة، لا سيما في فصل الشتاء، أين تواجه العائلات مشاكل بالجملة ورغم ذلك السلطات لم تحرك ساكنا من أجل تغيير ما يمكن تغييره أو تكلف نفسها عناء حل ولو جزء من جملة النقائص أو منحها عقود ملكية سكناتها من أجل إعادة تهيئتها أو توسيعها حتى يتسنى لهم العيش حياة كريمة كباقي المواطنين على حد تعبيرهم. وفي السياق ذاته أكد ممثل العائلات القاطنة بذات المزرعة الواقعة بمحاذاة الطريق السريع الرابط بين بومرداس والجزائر العاصمة، فإنه بالرغم من مرور أكثر من 40 سنة من تموقعهم بالمزرعة إلا أنهم لا يزالوا يقطنون بتلك السكنات القديمة التي أكل عليها الدهر وشرب وألحقت بها تصدعات وتشققات ظاهرة للعيان، وبالرغم من اتصالاتهم المتكررة والشكاوي المتعددة بهذا الشأن إلا أن مصيرهم بقي مجهولا ولم يعرف النور أو أي التفاتة تذكر إزاء القيام بترحيلهم إلى سكنات ملائمة تحفظ ماء الوجه أو حتى التفاتة لتسوية وضعية سكناتهم من خلال منحهم عقود الملكية، وللإشارة وحسب شهادات السكان أن هناك عائلات ثورية ضحت بالغالي والنفيس تقطن بسكنات مماثلة والتي من المفروض تعد أحد رموز الدولة ولها الحق الشرعي في الحصول على مساكن لائقة تحفظ كرامتهم ويرد لهم الجميل. وفي هذا الصدد، طالبت العديد من العائلات بعقود الملكية من أجل إعادة بناء سكنات لائقة والقيام بعملية التوسعة لتأويهم من حر الصيف والبرد القارص وهذا في حال ما إذا رفضت السلطات المعنية ترحيلهم إلى سكنات جديدة، كما أبدى هؤلاء تخوفهم من الانطلاق في عملية بناء المساكن ليتفاجؤون بقرارات الهدم وبذلك يتكبدون خسائر مادية معتبرة. وأضاف محدثونا مع أن هذه المنازل أصبحت تشكل خطرا على حياتهم بسبب هشاشتها، خاصة في فصل الشتاء، حيث تتسرب مياه الأمطار عبر التشققات والتصدعات التي مست الجدران والأسقف، ناهيك عن تلك التي تنجرف من تحت الأبواب، إذ تتحوّل البيوت إلى برك مائية ومستنقعات يصعب التنقل بها، مما خلق لهم مشاكل ومعاناة كل فصل شتاء ما يجبر العديد من العائلات قضاء ليالٍ بيضاء خارج البيوت فيما يضطر البعض الآخر للمبيت عند الأقارب خوفا من سقوط هذه السكنات المتهرئة فوق رؤوسهم، فضلا عن الأمراض المختلفة التي أصابت العديد من العائلات خاصة منهم الأطفال والمسنين الذين أصيبوا بالربو والحساسية بسبب ارتفاع نسبة الرطوبة، حيث ينتظر هؤلاء حل مشكلتهم وترحيلهم إلى سكنات جديدة. ولم تنته معاناة هؤلاء عند مطالبتهم بالترحيل بل اشتكوا في ذات السياق من مشكل الطريق السريع الذي يهدد حياة أطفالهم خاصة المتمدرسين الصغار الذين يقطعون مسافة كيلومتر واحد للوصول إلى أقرب ابتدائية بحوش الرويبة، حيث أبدوا تخوفهم من حوادث المرور التي وصفوها بإرهاب الطريق نتيجة السرعة الفائقة بالطريق السريع.