عدسات الفايسبوكيين تحاصر تحرّكات المسؤولين الجزائريين تشهد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيّام الأخيرة لانقضاء عام 2014 بروز حملات واسعة لمناهضة الاحتفال ب (الريفيون)، رافعة شعار (أنت مسلم.. لا تحتفل بأعياد الكفّار) بعدما شهدت السنوات الماضية ابتداع بعض الغافلين لهذا التقليد الخاص بالكفّار في الجزائر، فيما تفرض عدسات فايسبوكيين حصارا حادّا على المسؤولين الجزائريين وترصد (تقشّفهم) من عدمه في رأس السنة الميلادية. تداولت عدّة صفحات (فايسبوكية) جزائرية خلال الأيّام الأخيرة إعلانات تناهض الاحتفال بعيد النصارى بهدف توعية بعض الغافلين الذين يحيون ليلة (الريفيون) بالمجون والسهرات الحمراء وصرف الأموال الطائلة في عيد خاص بالكفّار لا يمتّ بصلة إلى أعياد المسلمين المعروفة عند العام والخاص، كل هذا من باب التشبّه بالكفّار. واستشهدت بعض الصفحات (الفايسبوكية) ذات التصفّح الواسع، على غرار (وان تو ثري فيفا لالجيري) بقول الرسول الكريم: (من تشبّه بقوم فهو منهم)، ومنه جاءت الدعوة إلى الامتناع عن الاحتفال بهذا العيد الدخيل على المجتمع الجزائري. وجاءت أغلب تعليقات المتفاعلين مندّدة بإحياء بعض الغافلين ل (الريفيون) من خلال صرف أموال طائلة في شراء (لابوش) وأشجار (السابان) وإحياء السهرات الماجنة والسفر إلى الخارج خصّيصا من أجل الاحتفال بعيد النصارى، ما يؤكّد وجود نزعة قوية لمقاطعة هذه البدعة في الجزائر. فيما ذهب بعض المعلّقين إلى أبعد من ذلك حينما طالبوا السلطات بوقف استيراد بعض المواد المستعملة في الاحتفال، على غرار أشجار (السابان) والمشروبات الكحولية التي تعرف رواجا كبيرا خلال ليلة (الريفيون)، ممّا يتسبّب في حوادث في الطرقات وإخلال بالآداب العامّة في الساحات العمومية. وفي السياق، تداول الناشطون بشكل واسع (هاتشاغ أنا مسلم.. لا أحتفل بعيد الكفّار) في شبكات التواصل الاجتماعي كتعبير منهم على وقوفهم ضد الاحتفال بهذا العيد الدخيل على المجتمع الجزائري وسعيا لتوعية البعض بأنه مخالف لقيم ومبادئ الإسلام، كما نشر البعض فتاوى كبار علماء الدين، والتي تحرّم كل أشكال الاحتفال بميلاد المسيح. عدسات الفايسبوكيين تحاصر تحرّكات المسؤولين الجزائريين! تفرض عدسات (فايسبوكيين) جزائريين هذه الأيّام حصارا مشدّدا على تحرّكات المسؤولين الجزائريين وترصدهم أينما حلّو وتتعقّبهم أينما وجدوا، خاصّة وأن هذه الأيّام تتزامن مع تواجد كثير من النواب والوزراء خارج أرض الوطن للاحتفال برأس السنة الميلادية. ويأتي انتقاد روّاد مواقع التواصل الاجتماعي لهؤلاء المسؤولين وأماكن قضاء فترة الاحتفال ب (الريفيون) على خلفية دعوة حكومة سلال إلى (التقشّف) بسبب انهيار أسعار النفط وإغلاق باب التوظيف في القطاع العمومي. آخر الصور التي تداولها (الفايسبوكيون) على صفحة (1.2.3 تحيا الجزائر) هي صورة رصدت والي ولاية كبرى في سوق دبي بالإمارات العربية، وطالب المعلّقون على الصورة الحكومة بإعطائهم تفسيرات إن كان هذا الأمر يدخل في سياسة التقشّف التي تنتهجها. ونقلت نفس الصفحة صورة حديثة أخرى رصدت الأمين العام لحزب سياسي برفقة أحدهم في باريس وهو يحمل أكياسا توحي بعودته من التسوّق. صورة أخرى تداولها عدد من نشطاء (الفايس بوك) رصدت نائبا برلمانيا من ولاية ساحلية على طاولة عشاء بمدينة نيس الفرنسية قال صاحبها إن النائب قصد فرنسا للاحتفال ب (الريفيون). وأثارت هذه الصور موجة جدل واسع في أوساط عدد من مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي، ووجّهت لهذه الشخصيات عدّة انتقادات بسبب دعوة الوزير الأول عبد المالك سلال إلى تطبيق سياسة التقشّف وغلق أبواب التوظيف في المؤسسات العمومية، في حين رأى آخرون أن المسؤولين يحقّ لهم قضاء عطلهم كبقية الجزائريين في الخارج، خاصّة وأنهم معروفون بتوافدهم في مثل هذه المناسبات على الدول الأوروبية.