هل تحرص على مرضاة ربك ؟!.. هل تسعى إلى التقرب منه والبعد عما يغضبه ؟! من المؤكد أنه بمجرد سؤال أي شخص عن حرصه على مرضاة ربه.. ستكون الإجابة بالايجاب.. نعم بالطبع.. لكن هل فكرت جيدا قبل ردك.. سأكرر عليك السؤالين السابقين مرة أخرى: هل تحرص على مرضاة ربك ؟!.. هل تسعى إلى التقرب منه والبعد عما يغضبه ؟! في هذه المرة .. أدعوك إلى عدم التسرع في الإجابة عليهما.. وانتظر إلى نهاية السطور القليلة القادمة ثم أجب.. يقول الله تعالى في سورة النجم [آية : 32]: {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ _ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ _ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ _ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ _ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى_}. جاء في تفسير ابن كثير - رحمه الله - الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش، أي: لا يتعاطون المحرمات والكبائر، وإن وقع منهم بعض الصغائر فإنه يغفر لهم ويسترعليهم، كما قال في الآية الأخرى: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً}.. [النساء: 31]. وقال ها هنا: {الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم}. وهذا استثناء منقطع، لأن اللمم من صغائر الذنوب ومحقرات الأعمال. وعن ابن عباس قال: ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة - رضي الله عنه - إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تتمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه).. صحيح البخاري. نظرة عينك.. وقول لسانك.. ونفسك وما تتمناها وتشتهيها قد تكون سببا في ذنب ترتكبه وأنت غير مبال به مع أنك إذا فكرت قليلا في أعمالك وأفعالك التي تقوم بها على مدار اليوم ستجد أن فيها الكثير والكثير من الذنوب والمعاصي التي تحتاج للتوبة والابتعاد عنها {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}.. [ق : 18]. يقول محمد راتب النابلسي - أحد علماء الدين المعاصرين - : كلما استصغرت الذنب عظم عند الله، وكلما استعظمته صغر عند الله، ومما يجعل الصغيرة كبيرة أن تظهرها، وأن تتهاون بستر الله عليك وأن تتهاون بحلم الله عليك، وإمهاله إياك، وقد قيل لا تنظر إلى صغر الذنب ولكن انظر على من اجترأت. فاستصغار الذنب يجعله كبيرة، وإن تأجيل التوبة يجعله كبيرة، وإن المداومة عليه تجعله كبيرة، وإن البوح به يجعله أيضاً من الذنوب الكبيرة. عزيزي القارىء.. لا تتهاون في حق الله، فلا تنظر إلى ذنوبك الصغيرة وتقول الله غفور رحيم.. ألم تستحي أن ينظر إليك الله وأنت على معصية أو ذنب صغير كان أم كبير.. لا تجعل المولى أهون الناظرين إليك.. أحمد ربك على أنه غفور رحيم واعمل بجد على أن تنال شرف مغفرته لك ورحمته الواسعة التي تسع كل شيء.. والآن .. هل أنت مستعد على الإجابة على السؤالين السابقين ؟!